ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ
صفحة 1 من اصل 1
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ
ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ،ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ؟
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺃﻭﻻً: ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻻ ﻣﺒﺘﺪﻋﺎ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ،ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﺬﻟﻚ.ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ،ﻭﻳﺼﺮﺡ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ. ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻔﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻐﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﺤﺎﺭ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ.ﻭﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻛﺘﺎﺏ (ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻭﺁﺭﺍﺅﻩ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ)
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ:ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻔﺮ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ.476-440: ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺭﻗﻢ. (12932)
ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﻛَﺬَﺏَ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﻧﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺴﻴﺮﺗﻪ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ"ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ) "(27/127
ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
"ﻭَﻻ ﺭَﻳْﺐَ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﺦَ ﻋَﺒْﺪَ ﺍﻟْﻘَﺎﺩِﺭِ ﻟَﻢْ ﻳَﻘُﻞْ ﻫَﺬَﺍ،ﻭَﻻ ﺃَﻣَﺮَ ﺑِﻪِ،ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻘُﻞْ ﻣِﺜْﻞَ ﺫَﻟِﻚَ ﻋَﻨْﻪُ ﻓَﻘَﺪْ ﻛَﺬَﺏَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ" ﺍﻫـ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻣﺎ ﻧﺴﺒﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻠﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ، ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ:
"ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﻳﺪﻋﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻔﺮ ﻭﺿﻼﻝ.ﻓﻴﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻓﺮﻭﻉ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻤﺎ ﻓﺮﺿﻪ ﻭﺳﻨﻪ ﻟﻬﻢ،ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺑﻌﻈﻤﺘﻪ ﻟﻮﻻ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ،ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻐﻴﺚ ﻣﻦ ﻭﻓﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ، ﻭﻳﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ،ﻭﻳﺤﻴﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻳﺆﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ،ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻻ ﺗﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ،ﻓﺈﻥ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺇﻟﻰ ﻣَﻠَﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ ﻭﻻ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ،ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻮﻟَﻪ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺧﻠﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
(ﻗُﻞْ ﻻ ﺃَﻣْﻠِﻚُ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻲ ﻧَﻔْﻌًﺎ ﻭَﻻ ﺿَﺮًّﺍ ﺇِﻻ ﻣَﺎ ﺷَﺎﺀَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻟَﻮْ ﻛُﻨﺖُ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺍﻟْﻐَﻴْﺐَ ﻻﺳْﺘَﻜْﺜَﺮْﺕُ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻭَﻣَﺎ ﻣَﺴَّﻨِﻲ ﺍﻟﺴُّﻮﺀُ ﺇِﻥْ ﺃَﻧَﺎ ﺇِﻻ ﻧَﺬِﻳﺮٌ ﻭَﺑَﺸِﻴﺮٌ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ)ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ.188/
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
(ﻗُﻞْ ﺇِﻧِّﻲ ﻻ ﺃَﻣْﻠِﻚُ ﻟَﻜُﻢْ ﺿَﺮًّﺍ ﻭَﻻ ﺭَﺷَﺪًﺍ*ﻗُﻞْ ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﻦْ ﻳُﺠِﻴﺮَﻧِﻲ ﻣِﻦْ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﺣَﺪٌ ﻭَﻟَﻦْ ﺃَﺟِﺪَ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﻣُﻠْﺘَﺤَﺪًﺍ)ﺍﻟﺠﻦ. 22-21/
ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻟﺼﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺣﻤﺎً ﻭﺃﻭﻻﻫﻢ ﺑﻤﻌﺮﻭﻓﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎً،ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﻭﻧﻮﺣﺎً ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻠﻚ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻲ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﻭﻓﻰ ﻟﻪ ﺑﻌﻬﺪﻩ ﻭﻳﻐﻴﺜﻪ ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺯﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺑﻌﻈﻤﺘﻪ؟
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻬﻮ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ،ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﺡ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. ﻟﻘﺪ ﺯﺍﺩ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻏﻠﻮﻩ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪ ﺍﻟﺤﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ،ﻓﺎﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻠﻖ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﺃﻱ ﻣﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻒ ﻗﺪﺭﺗﻪ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻦ ﺃﻟﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ،ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺮﺩﺕ ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻜﺒﺶ ﺇﻻ ﺑﻔﺘﻮﺍﻩ ﺃﻭ ﻓﺘﻮﺗﻪ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺃﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺎ ﺑﺮﺋﺘﺎ ﺇﻻ ﺑﺘﻔﻠﺘﻪ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻌﺪ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻪ ﻟﺮﺑﻪ،ﻭﺃﻥ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻋﻴﺴﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ،ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻰ ﺩﺍﻭﺩ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ،ﺑﻞ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻓﺤﺶ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ:
ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻭﺃﺻﺮﺣﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ:
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺬﺍﺗﻪ* * *ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً،ﻓﺄﻱ ﻛﻔﺮ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ؟
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺘﻲ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺳﻤﺎﻋﻪ، ﻭﻳﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺷﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ،
ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ.ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ ﺩﻡ ﺍﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ،ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻨﻪ. ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ"ﺍﻫـ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﺆﺍﻝ ﻭﺟﻮﺍﺏ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺃﻭﻻً: ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻻ ﻣﺒﺘﺪﻋﺎ،ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻳﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ،ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﺬﻟﻚ.ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ،ﻭﻳﺼﺮﺡ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ. ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻔﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻐﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﺤﺎﺭ ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ.ﻭﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻛﺘﺎﺏ (ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻭﺁﺭﺍﺅﻩ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ)
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ:ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻔﺮ ﺍﻟﻘﺤﻄﺎﻧﻲ.476-440: ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺭﻗﻢ. (12932)
ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﻛَﺬَﺏَ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﻧﺴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺴﻴﺮﺗﻪ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ. ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ"ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ) "(27/127
ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
"ﻭَﻻ ﺭَﻳْﺐَ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﺦَ ﻋَﺒْﺪَ ﺍﻟْﻘَﺎﺩِﺭِ ﻟَﻢْ ﻳَﻘُﻞْ ﻫَﺬَﺍ،ﻭَﻻ ﺃَﻣَﺮَ ﺑِﻪِ،ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻘُﻞْ ﻣِﺜْﻞَ ﺫَﻟِﻚَ ﻋَﻨْﻪُ ﻓَﻘَﺪْ ﻛَﺬَﺏَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ" ﺍﻫـ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻛﺎﺫﻳﺐ ﻣﺎ ﻧﺴﺒﻮﻩ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻠﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ، ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ:
"ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﺟﺎﻫﻞ ﻳﺪﻋﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻔﺮ ﻭﺿﻼﻝ.ﻓﻴﺪﻋﻲ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺴﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻓﺮﻭﻉ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻤﺎ ﻓﺮﺿﻪ ﻭﺳﻨﻪ ﻟﻬﻢ،ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺑﻌﻈﻤﺘﻪ ﻟﻮﻻ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ،ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻐﻴﺚ ﻣﻦ ﻭﻓﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ، ﻭﻳﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ،ﻭﻳﺤﻴﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻳﺆﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ،ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ﻻ ﺗﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭ ﻧﻔﺴﻪ،ﻓﺈﻥ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺇﻟﻰ ﻣَﻠَﻚ ﻣﻘﺮﺏ ﻭﻻ ﻧﺒﻲ ﻣﺮﺳﻞ ﻭﻻ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ،ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻮﻟَﻪ ﻭﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺧﻠﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
(ﻗُﻞْ ﻻ ﺃَﻣْﻠِﻚُ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻲ ﻧَﻔْﻌًﺎ ﻭَﻻ ﺿَﺮًّﺍ ﺇِﻻ ﻣَﺎ ﺷَﺎﺀَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﻟَﻮْ ﻛُﻨﺖُ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺍﻟْﻐَﻴْﺐَ ﻻﺳْﺘَﻜْﺜَﺮْﺕُ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻭَﻣَﺎ ﻣَﺴَّﻨِﻲ ﺍﻟﺴُّﻮﺀُ ﺇِﻥْ ﺃَﻧَﺎ ﺇِﻻ ﻧَﺬِﻳﺮٌ ﻭَﺑَﺸِﻴﺮٌ ﻟِﻘَﻮْﻡٍ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ)ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ.188/
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
(ﻗُﻞْ ﺇِﻧِّﻲ ﻻ ﺃَﻣْﻠِﻚُ ﻟَﻜُﻢْ ﺿَﺮًّﺍ ﻭَﻻ ﺭَﺷَﺪًﺍ*ﻗُﻞْ ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﻦْ ﻳُﺠِﻴﺮَﻧِﻲ ﻣِﻦْ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﺣَﺪٌ ﻭَﻟَﻦْ ﺃَﺟِﺪَ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﻣُﻠْﺘَﺤَﺪًﺍ)ﺍﻟﺠﻦ. 22-21/
ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻟﺼﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺣﻤﺎً ﻭﺃﻭﻻﻫﻢ ﺑﻤﻌﺮﻭﻓﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﺮﻳﻌﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎً،ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺁﺩﻡ ﻭﻧﻮﺣﺎً ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻔﺴﻲ،
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻠﻚ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻲ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﻭﻓﻰ ﻟﻪ ﺑﻌﻬﺪﻩ ﻭﻳﻐﻴﺜﻪ ﻭﻳﺤﻀﺮ ﻣﻌﻪ ﻋﻨﺪ ﻭﺯﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟
ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺑﻌﻈﻤﺘﻪ؟
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻬﻮ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ،ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﺡ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. ﻟﻘﺪ ﺯﺍﺩ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻏﻠﻮﻩ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪ ﺍﻟﺤﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ،ﻓﺎﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺑﻨﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﻠﻖ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﺃﻱ ﻣﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻒ ﻗﺪﺭﺗﻪ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻦ ﺃﻟﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ،ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺮﺩﺕ ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻜﺒﺶ ﺇﻻ ﺑﻔﺘﻮﺍﻩ ﺃﻭ ﻓﺘﻮﺗﻪ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺃﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺎ ﺑﺮﺋﺘﺎ ﺇﻻ ﺑﺘﻔﻠﺘﻪ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻌﺪ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺟﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ، ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻪ ﻟﺮﺑﻪ،ﻭﺃﻥ ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﻋﺼﺎﻩ،ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﻋﻴﺴﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪ،ﻭﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻰ ﺩﺍﻭﺩ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ،ﺑﻞ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻓﺤﺶ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ:
ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻭﺃﺻﺮﺣﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ:
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺬﺍﺗﻪ* * *ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً،ﻓﺄﻱ ﻛﻔﺮ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ؟
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺘﻲ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺳﻤﺎﻋﻪ، ﻭﻳﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺷﻴﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ،
ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ.ﻣﻊ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﻴﻼﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ ﺩﻡ ﺍﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ،ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﻜﺬﺑﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻳﻨﺴﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻨﻪ. ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ"ﺍﻫـ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﺆﺍﻝ ﻭﺟﻮﺍﺏ
مصطفى عبدالله- عائد إلى الله
- عدد المساهمات : 383
تاريخ التسجيل : 05/10/2011
مواضيع مماثلة
» ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ
» ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ
» ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻳﻪ؟؟
» ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻴﺔ
» ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻴﺔ
» ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ
» ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻳﻪ؟؟
» ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﻓﺎﻋﻴﺔ
» ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻴﺔ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى