تاريخ الأزهر الشريف (الجزء الخامس)
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ الأزهر الشريف (الجزء الخامس)
. ﻭﻳﻘﺪّﺭ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﺼﻨﻒ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﻟﻒ ﻣﺼﻨﻒ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ19ﺃﻟﻒ ﻣﺠﻠّﺪ. ﻭﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻗﺪ ﺗﻄﻮّﺭ ﺣﺘﻤﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ. ﺷﻬﺪ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺃﻭﻝ ﺣﻠﻘﺔ ﺩﺭﺱ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﻠﺲ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻓﻲ )ﺻﻔﺮ365ﻫـ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ975ﻡ(ﻟﻴﻘﺮﺃ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺃﺑﻴﻪ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ.ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻛﻠﺲ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻲ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺃﺟﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﻣﺠﺰﻳﺔ،ﻭﺃ ﻗﺎﻡ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭﺍً ﻟﻠﺴﻜﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ.ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﻭﻥ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻌﻬﺪﺍً ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ.ﻭﻇﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻝﻓﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺩﻋﺎﺓ ﻣﺬﻫﺐﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻴﻦ.ﺣﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲﻷﻥ ﺍﻷﻳﻮﺑﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ،ﻭﺗﻘﻮﻳﺔﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﻔﻘﻪﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻓﻲﺟﺎﻣﻊ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﺎﻟﻔﺴﻄﺎﻁﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻴﻦ. ﻭﻗﻞ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﺮﺩ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﺪﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ.ﻓﺸﻬﺪ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻭﺍﺯﺩﺣﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ،ﻭﺑﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﻦﻓﻘﻪﻭﺣﺪﻳﺚﻭﺁﺩﺍﺏﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﻭﻣﻨﻄﻖﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ.ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔﻭﺍﻟﻔﻠﻚﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻛﺎﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ.ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺴﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ.ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺛﻢ ﻳﻌﺎﻭﺩﻫﺎ.ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ.ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻮ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺆﻫﻼ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﺳﺘﺄﺫﻧﻬﻢ ﻭﻗﻌﺪ ﻟﻠﺪﺭﺱ.ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ،ﺍﻧﻔﻀﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺣﻠﻘﺘﻪ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﻮﺍ ﺣﻮﻟﻪ،ﻭﻟﺰﻣﻮﺍ ﺩﺭﺳﻪ،ﻭﻭﺛﻘﻮﺍ ﻓﻴﻪ، ﻓﺘﻠﻚ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺑﺼﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ.ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺠﻴﺰﻩ ﺷﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻓﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ. ﻭﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﺣﺘﻰﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺪﺭ ﺃﻭﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻟﻸﺯﻫﺮ ﺳﻨﺔ)1288 ﻫـ/1872ﻡ(ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻴﻤﺘﺤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺎﺩﺓ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺷﻤﻠﺖﺍﻟﻔﻘﻪﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻭﺍﻟﻨﺤﻮﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ.ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ،ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﻮﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ.ﻓﻴﻠﻘﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺩﺭﺳﻪ.ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ.ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻻ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ.ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﺗﻤﻜﻦ ﻭﺗﺎﻫﻴﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﺟﺎﺯﺗﻪ ﻭﺃﻋﻄﺘﻪ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ.ﻓﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻤﻨﺢ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺘﺎﺯ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺃﻭ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ،ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﻘﻞ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺤﺎﻣﻠﻬﺎ ﻻ ﻳُﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺋﻴﻦ.ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ.ﻭﻳﺤﻖ ﻟﻤﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ.ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲﺻﺪﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺳﻨﺔ)1314ﻫـ/1896ﻡ(ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺳﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺪﺭﺱ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲﻭﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﻭﻣﺘﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ.ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺗﺴﻤﻰ"ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ"ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻳﺤﻖ ﻟﺤﺎﻣﻠﻬﺎ ﺷﻐﻞ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ،ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺴﻤﻰ "ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،"ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ. ﻭﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺭﻗﻢ26ﻟﺴﻨﺔ1936ﻡﺑﺸﺄﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﻫﺎ,ﻭﺗﺨﺮﻳﺞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻳﻮﻛﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ. ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺼﺮ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻫﻲ:ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺩ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻷﺯﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ،ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ1956ﻡﻗﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻓﻮﻕ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ )ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎﻭﻓﺮﻧﺴﺎﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.(ﻭﺻﺪﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ103 ﻟﺴﻨﺔ1961ﻡﺑﺸﺄﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ
ﻓﻨﺺ:ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺗﺠﻠﻴﺘﻪ ﻭﻧﺸﺮﻩ،ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ،ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺁﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺭﻗﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ،ﻭﻛﻔﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.ﻛﻤﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺒﻌﺚ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ،ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺧﺪﻣﺔﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ،ﻭﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺏﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﺗﺨﺮﻳﺞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﺘﻔﻘﻬﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ،ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ،ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻣﻬﻨﻴﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،ﻭﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ.ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ.ﻳﺔ،ﻭﺃ ﻗﺎﻡ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭﺍً ﻟﻠﺴﻜﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ.ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﻭﻥ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻌﻬﺪﺍً ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ.ﻭﻇﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻝﻓﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺩﻋﺎﺓ ﻣﺬﻫﺐﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻴﻦ.ﺣﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲﻷﻥ ﺍﻷﻳﻮﺑﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ،ﻭﺗﻘﻮﻳﺔﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﻔﻘﻪﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻓﻲﺟﺎﻣﻊ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﺎﻟﻔﺴﻄﺎﻁﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻴﻦ. ﻭﻗﻞ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﺮﺩ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﺪﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ.ﻓﺸﻬﺪ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻭﺍﺯﺩﺣﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ،ﻭﺑﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﻦﻓﻘﻪﻭﺣﺪﻳﺚﻭﺁﺩﺍﺏﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﻭﻣﻨﻄﻖﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ.ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔﻭﺍﻟﻔﻠﻚﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻛﺎﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ.ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺴﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ.ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺛﻢ ﻳﻌﺎﻭﺩﻫﺎ.ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ.ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻮ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺆﻫﻼ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﺳﺘﺄﺫﻧﻬﻢ ﻭﻗﻌﺪ ﻟﻠﺪﺭﺱ.ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ،ﺍﻧﻔﻀﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺣﻠﻘﺘﻪ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﻮﺍ ﺣﻮﻟﻪ،ﻭﻟﺰﻣﻮﺍ ﺩﺭﺳﻪ،ﻭﻭﺛﻘﻮﺍ ﻓﻴﻪ، ﻓﺘﻠﻚ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺑﺼﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ.ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺠﻴﺰﻩ ﺷﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻓﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ. ﻭﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﺣﺘﻰﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺪﺭ ﺃﻭﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻟﻸﺯﻫﺮ ﺳﻨﺔ)1288 ﻫـ/1872ﻡ(ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻴﻤﺘﺤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺎﺩﺓ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺷﻤﻠﺖﺍﻟﻔﻘﻪﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻭﺍﻟﻨﺤﻮﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ.ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ،ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﻮﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ.ﻓﻴﻠﻘﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺩﺭﺳﻪ.ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ.ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻻ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ.ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﺗﻤﻜﻦ ﻭﺗﺎﻫﻴﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﺟﺎﺯﺗﻪ ﻭﺃﻋﻄﺘﻪ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ.ﻓﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻤﻨﺢ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺘﺎﺯ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺃﻭ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ،ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﻘﻞ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺤﺎﻣﻠﻬﺎ ﻻ ﻳُﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺋﻴﻦ.ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ.ﻭﻳﺤﻖ ﻟﻤﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ.ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲﺻﺪﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺳﻨﺔ)1314ﻫـ/1896ﻡ(ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺳﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺪﺭﺱ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲﻭﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﻭﻣﺘﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ.ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺗﺴﻤﻰ"ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ"ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻳﺤﻖ ﻟﺤﺎﻣﻠﻬﺎ ﺷﻐﻞ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ،ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺴﻤﻰ "ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،"ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ. ﻭﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺭﻗﻢ26ﻟﺴﻨﺔ1936ﻡﺑﺸﺄﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﻫﺎ,ﻭﺗﺨﺮﻳﺞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻳﻮﻛﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ. ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺼﺮ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻫﻲ:ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻓﻨﺺ:ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻭﺗﺠﻠﻴﺘﻪ ﻭﻧﺸﺮﻩ،ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ،ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺁﺛﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺭﻗﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ،ﻭﻛﻔﺎﻟﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.ﻛﻤﺎ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺒﻌﺚ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻣﻬﺎ،ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺧﺪﻣﺔﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ،ﻭﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺏﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﺗﺨﺮﻳﺞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﺘﻔﻘﻬﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ،ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺡ،ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻣﻬﻨﻴﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،ﻭﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ.ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ.ﻳﺔ،ﻭﺃ ﻗﺎﻡ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﺭﺍً ﻟﻠﺴﻜﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ.ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﻭﻥ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻌﻬﺪﺍً ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ.ﻭﻇﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻝﻓﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺄﻫﻴﻞ ﺩﻋﺎﺓ ﻣﺬﻫﺐﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻴﻦ.ﺣﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲﻷﻥ ﺍﻷﻳﻮﺑﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ،ﻭﺗﻘﻮﻳﺔﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﻔﻘﻪﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻓﻲﺟﺎﻣﻊ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﺎﻟﻔﺴﻄﺎﻁﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻴﻦ. ﻭﻗﻞ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺳﺘﺮﺩ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﺪﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ.ﻓﺸﻬﺪ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻭﺍﺯﺩﺣﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﺳﻴﻦ،ﻭﺑﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﻦﻓﻘﻪﻭﺣﺪﻳﺚﻭﺁﺩﺍﺏﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﻭﻣﻨﻄﻖﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ.ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔﻭﺍﻟﻔﻠﻚﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻛﺎﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ.ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺴﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ.ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺛﻢ ﻳﻌﺎﻭﺩﻫﺎ.ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ.ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻮ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺆﻫﻼ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﺳﺘﺄﺫﻧﻬﻢ ﻭﻗﻌﺪ ﻟﻠﺪﺭﺱ.ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ،ﺍﻧﻔﻀﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺣﻠﻘﺘﻪ،ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﻮﺍ ﺣﻮﻟﻪ،ﻭﻟﺰﻣﻮﺍ ﺩﺭﺳﻪ،ﻭﻭﺛﻘﻮﺍ ﻓﻴﻪ، ﻓﺘﻠﻚ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺑﺼﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ.ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺠﻴﺰﻩ ﺷﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻓﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ. ﻭﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﺣﺘﻰﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺻﺪﺭ ﺃﻭﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻟﻸﺯﻫﺮ ﺳﻨﺔ)1288 ﻫـ/1872ﻡ(ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻴﻤﺘﺤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺎﺩﺓ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﺷﻤﻠﺖﺍﻟﻔﻘﻪﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻭﺍﻟﻨﺤﻮﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ.ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ،ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﺤﻨﻮﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻳﺘﺤﻠﻘﻮﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ.ﻓﻴﻠﻘﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺩﺭﺳﻪ.ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺑﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ.ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺇﻻ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ.ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﺗﻤﻜﻦ ﻭﺗﺎﻫﻴﻞ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﺟﺎﺯﺗﻪ ﻭﺃﻋﻄﺘﻪ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ.ﻓﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻤﻨﺢ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺘﺎﺯ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺃﻭ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ،ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺬﻱ ﻳﻘﻞ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ،ﻭﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺤﺎﻣﻠﻬﺎ ﻻ ﻳُﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺋﻴﻦ.ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ.ﻭﻳﺤﻖ ﻟﻤﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻋﻠﻰ.ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﻠﻤﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲﺻﺪﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺳﻨﺔ)1314ﻫـ/1896ﻡ(ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻷﺯﻫﺮ.ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺳﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺪﺭﺱ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲﻭﺍﻹﻧﺸﺎﺀ ﻭﻣﺘﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ.ﻭﺃﻧﺸﺄ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺗﺴﻤﻰ"ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ"ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻳﺤﻖ ﻟﺤﺎﻣﻠﻬﺎ ﺷﻐﻞ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ،ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺴﻤﻰ "ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ،"ﻭﻳﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻰ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ،ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ. ﻭﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺭﻗﻢ26ﻟﺴﻨﺔ1936ﻡﺑﺸﺄﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﻫﺎ,ﻭﺗﺨﺮﻳﺞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻳﻮﻛﻞ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ. ﻭﺣﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺼﺮ ﻛﻠﻴﺎﺕ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻫﻲ:ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
_خادم الأسلام_- الادارة
- عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 22/09/2011
مواضيع مماثلة
» تاريخ الأزهر الشريف الجزء الأول
» تاريخ الأزهر الشريف (الجزء الرابع)
» تاريخ الأزهر الشريف الجزء الثاني
» تاريخ الأزهر الشريف (الجزء السادس)
» تاريخ الأزهر الشريف الجزء الثالث
» تاريخ الأزهر الشريف (الجزء الرابع)
» تاريخ الأزهر الشريف الجزء الثاني
» تاريخ الأزهر الشريف (الجزء السادس)
» تاريخ الأزهر الشريف الجزء الثالث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى