:: موقف الشيعة والرافضة من الصحابة
صفحة 1 من اصل 1
:: موقف الشيعة والرافضة من الصحابة
:: موقف الشيعة والرافضة الصحابة من
علي السالوس
الحمد لله -تعالى- الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام والإيمان، حمدًا طيبًا طاهرًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعز سلطانه، والصلاة والسلام على خير الرسل الكرام، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركنا على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
تحدثت في مقالٍ سابق عن الشيعة والرافضة، وبينت أن الشيعة هم أتباع علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- وأهل البيت، وذكرتُ مِن أقوال علي وشيعته ما يبين تفضيلهم لأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-، والفرق بينهم وبين الرافضة الآخذين بأقوال عبد الله بن سبأ في تفضيل علي، وأنه هو الوصي بعد النبي، كما ذكرت نشأة الرافضة.
وحيث إن عامة الناس -في الغالب- في عصرنا يخلطون بين الشيعة والرافضة؛ رأيت أن أزيد الأمر وضوحًا، وأبين موقف كل منهم من الصحابة.
ثناء القرآن الكريم على الصحابة:
قال -تعالى- في سورة الفتح: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 18]، وقالفي سورة الفتح أيضًا: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْرُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِيالإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح:29]، وقال في سورة الحشر: (لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْيَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ *وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌوَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْبَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 8-10].
هذا بعض ما جاء في القرآن الكريم في الثناء على صحابة رسول الله -صلى اللهعليه وآله وسلم-، وبتدبر هذه الآيات نجد ما يأتي:
- رضا الله -عز وجل- عن جميع المسلمين الذين شاركوا في بيعة الرضوان تحت الشجرة، ومن يقل إن الله غضب عليهم بعد ذلك فقد أعظم الفرية؛ حيث إنه -سبحانه وتعالى- لم يخبر بهذا؛ الصحابة متعاطفون متراحمون فيما بينهم، وهم أقوياء أشداء، مما يغيظ الكفار.
- الثناء العظيم من الله -عز وجل- على المهاجرين والأنصار.
قال القرطبي في تفسيره:"روى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فقرأ مالك هذه الآية: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ حتى بلغ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ..)، فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله فقد أصابته هذه الآية".
ثم قال القرطبي: "قُلْتُ: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله؛ فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين،وأبطل شرائع المسلمين، قالالله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ..) الآية، وقال: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ..) إلى غير ذلك من الآي التي تضمنت الثناء عليهم، والشهادة لهم.. إلخ مع علمه-تبارك وتعالى- بحالهم ومآل أمرهم".
وقال ابن كثير في تفسير سورة الفتح: (فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ): "أي فكذلك أصحاب رسول الله، آزروه وأيدوه ونصروه، فهم معه كالشطء مع الزرع. (لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ) ومن هذه الآية انتزع الإمام -رحمة الله عليه- في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة -رضي الله عنهم- قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة -رضي الله عنهم- فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء" ا.هـ
ومثل تفسير ابن كثير نجده في تفسير روح المعاني، وتفسير البحر المحيط.
- الدعاء في الآية العاشرة من سورة الحشر يبين طبيعة المؤمنين؛ فلا يكتفون بالدعاء لأنفسهم، بل يدعون لمن سبقهم بالإيمان؛ كالصحابة والتابعين.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: "ولهذه الآية قال مالك وغيره: إنه من كان له في أحد من الصحابة قول سوء أو بغض فلا حظ له في الغنيمة أدبًا له".
وجاء بعض العارفين إلى علي بن الحسين -رضي الله عنهما-فسبوا أبا بكر وعمر وعثمان، -رضي الله عنهما-، فقال لهم:"أمن المهاجرين الأولين أنتم؟ قالوا: لا. قال: أفمن الذين تبوءوا الدار والإيمان أنتم؟ قالوا: لا. قال: فقد تبرأتم من هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله -تعالى- فيهم: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ..) الآية فقوموا،فعل الله -تعالى- بكم وفعل"ا.هـ
وقال ابن كثير: "وما أحسن ما استنبط الإمام مالك -رحمه الله- من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابةليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا)".
وسيأتي الحديث عن الدعاء المأثور عند الرافضة، والمقارنة بين الدعاءين يشيب لهولها الولدان ونكتفي بهذا القدر، وننتقل إلى بيان موقف الشيعة من الصحابة، ثم موقف الرافضة منهم.
المهند_سيف لأجل الحق- مشرف عام
- عدد المساهمات : 521
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
العمر : 35
مواضيع مماثلة
» 2_تابع،،،موقف الشيعه والروافض من الصحابه
» 3_تابع،،،موقف الشيعه والرافضه من الصحابه
» التجسيم عند الشيعة
» الشيعة الجزء الأول
» موقف ابن تيمية من استشهاد الحسين
» 3_تابع،،،موقف الشيعه والرافضه من الصحابه
» التجسيم عند الشيعة
» الشيعة الجزء الأول
» موقف ابن تيمية من استشهاد الحسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى