بالله عليكي تأملي..

_تعالي بسرعة أخيه .. نخترق العصور راجعين إلي الوراء ونخترق القرون ثم نأتي ونقف إلي تلك الغرفة الصغيرة ، حجرة "محمد" _عليه الصلاة والسلام_ ، وهو قائم يصلي ، وأم سلمة _رضي الله عنها_ ترقبه في ظلمات الليل..

تعالي ننظر ما الذي حدث لهم ..

‏_قام نبينا _عليه الصلاة والسلام_ يقرأ : ( إن للمتقين مفازا * حدائق وأعنابا * وكواعب أترابا ) [النبأ / 32 ] ..

فسكت النبي عليه الصلاة والسلام_ فصار يحرك شفتيه ويسأل الله من فضله ، علمت أم سلمة .. وقف عند كواعب أترابا ثم دعا ..

فلما أنتهي نبينا من صلاته الا وإذا بها تبادر وتسأله : يا رسول الله ما معني (فيهن خيرات حسان) ؟!
تسأله عن آيات آخري !! ما معني خيرات حسان ؟!

فيجيبها ... ثم سألت السؤال الذي تريد أن تصل إليه موضوع أشغلها ويحق لها أن يشغلها .. قالت : يا رسول الله أن أحدان أتقت الله عز وجل ، وخافت مقامه وسارعت إلي أمره وأنتهت عند نهيه ، أنحن خير أم الحور خير ؟!

فتبسم _عليه الصلاة والسلام_ وإذا بها لحظات حاسمة .. تنتظر الأجابة من تلك الشفاه .. فإذا به يقول : لا يا أم سلمة .. لا .. بل نساء الدنيا خير .. بل نساء الدنيا خير ..

فإذا بها تتهلل أسارير وجهها _رضوان الله عليها_ فيفاجئها نبينا قائلآ : فضل أحداكن علي أحداهن كفضل الظهار علي البطانة ..

ثم لفت أنتبهها إلي أمر يريد _صلوات ربي وسلامه عليه_ أن يلتفت كل من يسمع هذا الحديث هو لب الموضوع .. قال : يا أم سلمة وهل تعلمين بما فضلتن عليهن ؟! بصلاتكن وقنوتكن .. وتقاكن لله عز وجل..

يعني بهذه الخشية وهذه المسارعة بالأعمال الصالحة بهذا تنال أحداكن هذه المنزلة..

ولكن هل تعلمين أخيه أن من بيننا وبين النساء اللاتي يمشين علي هذه الأرض والله من سوف تدخل الجنة .. وتدخل تلك الجنان فإذ بالحور علي ما ذكر من جمالهن الذي يسلب الألباب والعقول .. والله سوف تبهر بجمال تلك الغالية ..

أما قالت "عائشة" _رضي الله عنها_ في النساء الطاهرات العفيفات المحتشمات المتقيات أنهن يخاطبن الحورية من هذا الجمال .. فتقول : ما هذا الجمال؟! فترد عليهن نساء الدنيا : نحن المصليات فما صليتن .. نحن القانتات : يعني دائمات العبادة .. كم تركنا من أشياء كانت محببه لقلوبنا .. كم صبرنا في الدنيا فما صبرتن .. نحن الصائمات فما صمتن ..
فتغار تلك الحورية ..

لكن من هي لأجل هذا النعيم أعدت ؟ لأجل تلك المنزلة وذلك الموقف ، وتلك الوقفة وتلك اللحظات ..
أعدت الصالحات .. قلت > الصالحات .. لأن الصلاح لا يقيده عمر معين .. فمنهن من أحدودب ظهرها وشاب شعرها ، ومنهن من غض عودها ... فالقاسم المشترك هو الصلاح ..

أخيه..
الدنيا حلم .. والموت يقظة .. ويوم القيامة تفسير الأحلام .. أيام معدودة وسيفني العدد .. والطريق صعب .. قبر ، صراط ، محشر .. الطريق صعب مع قلة العدد .. وقد سار الركب ولاح الجدد ، أتري تظنين أن تبقين للأبد ؟ .............


اللهم أقلب قلوبنا علي ما يرضيك وثبتنا حتي نلاقيك ، فترضي عنا يارب فوق ارضك وتحت أرضك ويوم العرض عليك ،

اللهم من كانت من الصالحات الطاهرات ظاهرآ وباطنآ اللهم أرفع لها نصيفآ علي رأسها خير من الدنيا وما فيها يوم رفعت عباءتها علي رأسها كالتاج .. وألبسها يارب العالمين من الذهب يوم أن غطت جمال يديها بالقفاز .. اللهم لا تجعل لها حاجة تتمناها إلا قضيتها يارب العالمين..

ياااااااااااارب امييييييين. .. .. .. جزيت الجنة يااارب..