عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الثاني
صفحة 1 من اصل 1
عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الثاني
عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الثاني
استكمالا للجزء الاول
العجب أن المعممين يحثون الناسُ بمثل هذه الزيارات الفاضحة ويحثُّونهم على قراءتها في أيام مخصوصة وقد أحصى بعضهم
أن الأيام المخصوصة تشكّل خمس السنة!
وقد جمع المجلسيُّ في «البحار» كل زيارة كتبها كل عالم حسب ذوقه، مع أن أهل التحقيق يعلمون أن جميع أذون الدخول المذكورة في الزيارات لا سند صحيح لها.
وينقل المجلسيُّ عن كتاب «كامل الزيارة» لابن قولويه زيارةً لحمزة رضي الله عنه وإبراهيم ابن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليس لها سند!
ويروي في ذلك الموضع عن راوٍ كذاب اسمه «سهل بن زياد»
( قال الشيخ الطوسي في الفهرست والاستبصار عنه: ((ضعيف جداً عند نقّاد الأخبار)). وقال ابن الغضائري عنه: ((سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي، كان ضعيفاً جداً فاسد الرواية والدين... يروي المراسيل ويعتمد المجاهيل)).
روايةً تَنْسِبُ إلى أمير المؤمنين عليٍّ (ع) أنه قال: كُنْتُ أَنَا ورَسُولُ الله صلى الله عليه وآله قَاعِدَيْنِ في مسجد الفضيخ إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِي ثُمَّ خَفَقَ حَتَّى غَطَّ وحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَرِّكَ رَأْسَهُ عَنْ فَخِذِي فَأَكُونَ قَدْ آذَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله حَتَّى ذَهَبَ الْوَقْتُ وفَاتَتْ فَانْتَبَهَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله
فَقَالَ: يَا عَلِيُّ صَلَّيْتَ؟
قُلْتُ: لَا. قَالَ: ولِمَ ذَلِكَ؟
قُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أُوذِيَكَ. قَالَ: فَقَامَ واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ومَدَّ يَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا
وقَالَ: اللهمَّ رُدَّ الشَّمْسَ إِلَى وَقْتِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلِيٌّ فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى وَقْتِ الصَّلَاةِ حَتَّى صَلَّيْتُ الْعَصْرَ ثُمَّ انْقَضَّتْ انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ
(الفروع من الكافي، (ج1/ص319)،
وحديث ردت الشمس على علي بن أبي طالب رواه بعض أهل السنة أيضاً ولخّص العجلوني ما جاء في ذلك في كتابه «كشف الخفاء» فقال:
(( قال الإمام أحمد لا أصل له وقال ابن الجوزي موضوع،
لقد أراد هذا الراوي أن يختلق معجزة للإمام
ولكنه لم ينتبه إلى أنه بهذه الرواية الموضوعة نزّل من مقام عليٍّ عليه السلام وإخلاصه إلى درجة أدنى من مرتبة مسلم عادي،
لأنه نسب إلى حضرة الأمير سلام الله عليه أنه ترك صلاةً مفروضةً أي ارتكب حراماً لأجل أن لا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فهل يظنُّ أيُّ مسلم -مهما كان ضعيف الإيمان- بنبيِّ الإسلام عظيم الشأن الباذل ذاته في سبيل الله أنه -يرضى أن يصلِّي إحدى الصلوات المفروضة قضاءً حتى لا يوقظه أحد من قيلولة العصر كما ادَّعى ذلك الراوي الجاهل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بكلِّ تأكيد كان عليٌّ عليه السلام - بما له من معرفة بأحوال النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزعجه ويحزنه أن تفوته صلاة العصر،
وبكلِّ تأكيد لم يكن عليٌّ عليه السلام ليرتكب معصية ترك الصلاة المستوجبة لحزن النبيِّ وانزعاجه،
ومختصر الكلام إنه من المحال أن يرتكب عليٌّ عليه السلام عملاً يسخط الله ورسولَهُ،
فكيف يمكن أن يعيد الله تعالى الشمس لمن ارتكب معصيةِ تركِ فريضةٍ عامداً؟
أضف إلى ذلك أنه لا يمكن العودة بالزمان إلى الوراء فإذا غربت الشمس وانقضى وقت العصر،
فإن هذا الزمن لن يعود ثانيةً حتى ولو أُعيدت الشمس مجدداً إلى الظهور بعد غروبها لأن الوقت الذي انقضى قد انقضى ولا يمكن إحياؤه من جديد،
غاية ما في الأمر أن رجوع الشمس ينشئ زمناً جديداً غير الزمن السابق. وأساساً، لو كان واجب عليٍّ في ذلك الظرف ترك الصلاة، لما كان هناك من داعٍ لإعادة الشمس، وبالتالي فإن الراوي الوضّاع لم يكن يدري ما يقول! والطريف في الموضوع أن أحداً على وجه الأرض لم يشعر بعودة الشمس للظهور بعد غروبها سوى «سهل بن زياد» ذلك الراوي الغالي الكذّاب؟!
(هذا بمعزل عن أن عبارة «عودة الشمس» خطأ علمي لأن الأرض هي التي تدور حول الشمس، لذا ينبغي أن يُقال «عودة الأرض»).
ثم هل تتفق هذه الرواية مع القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول الله تعالى: ((وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ)) [إبراهيم:33]،
ويقول أيضاً: ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) [يس:38-40]
وعليه فالله تعالى خلق للشمس نظاماً زمنياً ومكانياً خاصاً تسير عليه، وسخّر الشمس والقمر لمصلحة عباده وجعلهما يدوران بنظام خاص وحسبان دقيق، فإذا تحرك كل كوكب من مكانه أو اختلّ دورانه لاختلّ نظام الكون وتغيّر وضع العالم، وهذا طبعاً مما يعلمه جميع أهل العلم.
و هل يمكننا أن نحكي هذه القصة لعلماء الفيزياء والفلك في القرن العشرين؟!
أجل، لقد قام الوضّاعون، على قدر ما استطاعوا، بوضع متون زيارات مليئة بالإطراء وعبارات الثناء والتمجيد المفرط ودوّنوا في ذلك كتب الشيعه
من ذلك أنهم أوردوا مثلاً في متن زيارة إبراهيم بن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم الذي تُوفِّيَ وهو ابن 18 شهراً فقط عبارات فيها طلب الشفاعة منه؟!
فلعلَّ واضع تلك الزيارة تصوّر أن الطفل ابن السنتين سيكون رقيق القلب يمكن خداعه بسهولة لذا سيُسرّ بالاستماع إلى عبارات زيارته المليئة بالمديح والإطراء فيشفع لزائره ويصبح وسيلة لغفران ذنوبه وسعادته!
أو أوردوا في زيارة حمزة:«راغباً إليك في الشفاعة أبتغي بزيارتك خلاص نفسي متعوّذاً بك من نارٍٍ استحقّها مثلي بما جنيت على نفسي، هارباً من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري، فزعاً إليك رجاء رحمة ربي، أتيتك من شقَّةٍ بعيدةٍ طالباً فكاك رقبتي من النار»!.
هذه الجمل مخالفة تماماً لأمر الله وأحكام شريعته،
لأن القرآن الكريم أمرنا أن لا نلجأ إلا إلى الله وأن لا نستعين إلا بالله
وعلّمنا أن الشفاعة ليست حسب رغبتنا وأنها منحصرة بيد الله وأننا إذا تحمّلنا أوزاراً ثقيلة من الذنوب على ظهورنا فلا ينقذنا من تبعاتها شيء سوى التوبة النصوح.
إن تبتم غفر الله ذنوبكم،ولا ينبغي عليكم أن تُطْلِعُوا أحداً على ذنوبكم ولا يحقُّ لأي أحد أن يتتبع ذنوب الآخرين ويتجسس عليهم ويطَّلع على زلّاتهم. ولكن هذا المسكين الجاهل ترك أحكام الله وتعاليمه وتعاليم كتابه وآياته وذهب يطلب فكاك رقبته من النار بشفاعة حضرة حمزة -رضي الله عنه-
وظنّ أن هذا الأمر بيده. الله تعالى قال للمذنب أنا معك في جميع الأحوال، عليمٌ بأعمالك وخبيرٌ بذنوبك وقادرٌ على نفعك وضرِّك،ولكن هذا الجاهل غفل عن آيات الله وذهب يقطع مسافات بعيدة حتى وجد حضرة حمزة رضي الله عنه ولم يدرِ أنه لا علم له بما في الدنيا بل هو سعيد منعّم يُرزق في دار السلام ولم يعد له أي صلة ولا أي شغل بالمذنبين الخطَّائين.
لقد أمر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أن يلجأ إليه فقال:
((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)) [المؤمنون:97-98]،
وقال له كذلك: ((فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [الأعراف:200]،
وقال أيضاً: ((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ الله أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا)) [الجن:20-22]،
وكان رسول الله يدعو ربه قائلاً:
«إلـهي لا مفزع ولا مفرَّ إلا إليك»،
فلاحظوا كم ذكروا في تلك الزيارات من مطالب مخالفة للقرآن!
كذلك نقرأ في زيارة حضرة حمزة رضي الله عنه:
«ألْـهَمَنِي طَلَبَ الحوائج عنده»!!!!!!!
ولكن الواقع أن الله لم يلهمه ذلك بل الشيطان هو الذي ألهمه أن يطلب الحوائج عند غير الله!!
وقارنوا ذلك بالدعاء الصحيح المروي عن الإمام السجّاد عليه السلام الذي يقول فيه مناجياً ربَّه:
«الحمدُ لله الذي أغلق عنا باب الحاجة (الصحيفة السجادية، الباب الأوَّل.)
ويقول كذلك: «لا أطلب الفرج إلا منك(نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن «عبد مناف» لم يكن مسلماً، ورغم ذلك فحضرة المجلسي يتعجّب من عدم وجود زيارة له في الكتب؟!!)
أجل، إن ما ذكره الخُرَافِيُّون من أعمال وزيارات للقبور ليس له أي مستند في الشرع،
ويقول المجلسيُّ:
«لا أدرِي لماذا لم يذكر العلماء في كتبهم زيارة أبي طالب وعبد المطلب وزيارة عبد مناف([1]) والسيدة خديجة مع أن قبورهم معروفة في مكّة»!!
والجواب واضح أنه لا يوجد أي مستند لذلك أو أن وضّاعي الزيارات لم يجدوا الوقت الكافي لصنع زيارات لهم!!، وليت شعري هل يجب أن نصنع نص زيارة لكل قبر معروف؟!
ثم يقول المجلسيُّ: صلّ في المدينة في بيت زين العابدين وبيت الإمام الصادق. ويبدو أن المجلسيَّ لم يكن يعلم أن بيوتهم قد تهدّمت منذ قرون وانتقلت تلك الأراضي إلى آخرين ولم تعد حدودها معلومة.
الروايات في باب فضل زيارة قبر أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام
روى المجلسيُّ والشيخ المفيدُ وابن قولويه و...... أنه
«ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به،
فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبيِّ (صَلَّى الله عَلَيه وَآلِهِ) فسلَّموا عليه،
ثم أتوا قبر أمير المؤمنين عليه السلام فسلَّموا عليه،
ثم أتوا قبر الحسين عليه السلام فسلَّموا عليه،
ثم عرجوا،
وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة
(بحار الأنوار، ج97/3- فضل زيارته صلوات الله عليه والصلاة عنده، ص 257، )
والسؤال في رأي كاتب هذه السطور لقد أراد واضع هذا الحديث أن يحرِّض الناس على الذهاب كل يوم آلافاً آلافاً لزيارة تلك القبور!
وروى أيضاً في الباب ذاته أنه:
«من زار أمير المؤمنين عارفاً بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد»!!
هذا في حين أن الإمام ذاته استُشهد مرة واحدة فكان له أجر شهيد واحد.
وقد قال عليٌّ عليه السلام:«يَوْمَ أُحُدٍ حَيْثُ اسْتُشْهِدَ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ المُسْلِمِينَ وحِيزَتْ عَنِّي الشَّهَادَةُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:«أَبْشِرْ فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَائِك»
(نهج البلاغة، الخطبة رقم 156.)
وقال عليه السلام أيضاً:
«نَسْأَلُ الله مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ
(نهج البلاغة، الخطبة رقم 23.)
فلو قبلنا بتلك الرواية لأصبح ثواب الزائر أكثر من ثواب المزور، فتلك الرواية خفّضت من مقام الشهيد
مع أن الله تعالى جعل للشهيد مقاماً رفيعاً جداً وجعله إلى جانب الأنبياء والصديقين
كما قال سبحانه: ((فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)) [النساء:69].
ولما كان الإمام عليّ عليه السلام حياً لم يقل أحد أن ثواب زيارته هو ثواب شهيد واحد ولو قال أحدهم مثل ذلك لاستُهزأ به وقيل له لماذا تضيف على الإسلام شيئاً من عندك،
ولكنّ وضّاعي الحديث في القرون التالية لفّقوا ما شاؤوا من الروايات!
وقد جاء في رواية موضوعة أخرى أن لزائر أمير المؤمنين (ع) في كل خطوة يخطوها ثواب حجة وعمرة مقبولة. وبناء على هذه الرواية المكذوبة يكون ثواب الزائر أكثر من ثواب مئة ألف حج هذا في حين أن الإمام ذاته ربما لم يحج أكثر من عشر حجات!
إذا قبلنا بهذه الروايات لم يبق هناك أي لزوم لتحمّل مشاقّ الجهاد أو الذهاب إلى الحج إذ يكفي بدلاً من ذلك أن يقوم الإنسان بزيارة قبور الأئمة مرة واحدة!!
يعني أنه في الواقع يصبح القبر - حسب تلك الروايات- أكثر أهمية من الكعبة!
وهذا هو هدف الشيطان والاستعمار بعينه، لأن الكعبة محلّ وحدة المسلمين، أما القبور فموجبة لتفرّقهم وتشتُّتهم.
باب زيارات أمير المؤمنين المطلقة (التي لا تختصُّ بوقتٍ من الأوقات)
كما ذكرنا لقد ملؤوا في أبواب الزيارة مئات الصفحات من المدح والإطراء والثناء والتمجيد
وآداب الزيارات التي تحتاج إلى أناس عاطلين عن العمل
كي يقرؤوا كل تلك الزيارات في الليل والنهار
فلا يتمكَّنوا من القيام بشيء آخر.
وقد ورد في بعض تلك الزيارات خطاب لأمير المؤمنين:
«يا أمين الله في أرضه»،
هذا مع أن الله تعالى اعتبر «جبريل» عليه السلام أمين وحيه وقال: ((مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)) (التكوير:21)
فلا ندري بأي شيء كان الإمام أمين الله،
هل كان أمينه على حفظ دينه وعدم إعطائه لأحد أم على شيء آخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم جاء في الزيارة: «وحجته على عباده»
أي أن الأئمة «عليهم السلام» حجة الله على عباده،
ولكن كما بيّنا سابقاً فإن القرآن الكريم ينفي وجود حجة بعد الرسل (سورة النساء: الآية 165).
وهنا نريد أن نعلم هل الأئمة عليهم السلام حجة على أهل زمانهم أم على من جاء بعدهم بمئات السنين ولم يرهم؟إن قيل إنهم حجة على من بعدهم فإن هذا سيخلق مشاكل لن تُحلَّ،
لأن الأخبار والآثار المنسوبة إليهم مليئة بالمتناقضات الباطلة خلافاً للقرآن الكريم،
فهل يمكن للحجّة أن تتضمن تناقضات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكذلك جاء في تلك الزيارة المطلقة لأمير المؤمنين عليه السلام:
«أنت أول مظلوم»
فهل يمكن التصديق بأنه لم يظلم أحد على الإطلاق قبل أمير المؤمنين (ع)؟؟؟؟؟؟؟
ولو فرضنا أن هذه الجملة صحيحة فما الهدف من قولها وكتابتها سوى إيجاد التفرقة وإثارة الفتنة والطعن واللعن؟
فلن ينتج عنها سوى ذلك
(إن تلك الجمل لا تفيد سوى السلاطين الصفويين الخبثاء والمفرّقين الذين يستفيدون منها لخلق الخصومة والأحقاد بين المسلمين)
او كذلك جاء في تلك الزيارة: «
جئتُك عارفاً بحقك مستبصراً بشأنك معادياً لأعدائك »!
هذا في حين أنه في زمننا هذا لا يوجد عدوٌّ لعليّ سوى الذين غيروا أصول دين عليّ عليه السلام وفروعه والتي كانت الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر فقط،
فأضافوا عليها أصولاً وفروعاً أخرى باسم المذهب.
فعليٌّ عليه السلام كان يعتبر نفسه تابعاً للدين ولم يكن يعتبر ذاته أو الإيمان به وبأولاده أصلاً من أصول الدين
، أما أولئك الزائرون فإنهم اعتبروا الإيمان به من أصول الدين!
لماذا لا يلاحظ قرّاء تلك الزيارات كل هذه الأوهام والخرافات بل تقع عندهم موقع الرضا إذْ تعجبهم ألفاظها المنمَّقة وعباراتها المسجّعة والمقفّاة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم يقول: «فاشفع لي إلى ربك يا مولاي فإن لك عند الله مقاماً معلوماً».
وهنا نسأل:
هل الشفاعة بيد الزائر أم بيد الإمام؟
الحقيقة التي قررها القرآن الكريم هي أن شفاعة النبي والإمام لشخص معيَّن تحتاج إلى إذن الله ابتداءً
، فالله تعالى وحده الذي يعلم المستحقَّ للشفاعة من عباده،
إذْ هو وحده البصير بعباده العليم بسرائرههم وضمائرهم وما تخفي صدورهم، وليس للأنبياء ولا الأئمة علمٌ بحقيقة العباد وسرائرهم، من هنا يقول سبحانه وتعالى:
((مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)) [البقرة:255]،
ويقول: ((قُلْ لله الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا)) [الزمر:44].
فإذا كانت الشفاعة بيد الله وحده فلا فائدة من طلبها من النبيّ أو الإمام،
بل لا بدَّ من العمل بمرضاة الله وطلب الغفران منه وحده،
وبالتالي فإن الزائر سأل من لا يملك وطمع بما لا طائل تحته وأضاع وقته سدى.
والإشكال الآخر في تلك الزيارة ذلك الدعاء الوارد في آخرها والذي يقول:
«بحقِّ محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين آبائي»
فكيف يكون أئمة أهل البيت عليهم السلام آباء الزائر؟!
وهل يمكن أن يُقال لحضرة الزهراء أب؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن لا ندري من الذي وضع تلك الزيارات؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل كان قصده خداع الشيعة وإلباسهم ثوب الغرور؟ ؟؟؟؟؟؟؟
ثم بعد تلك الزيارة وضعوا رواية منسوبة إلى الإمام الباقر عليه السلام يقول فيها:
«ما قال هذا الكلام ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين أو عند قبر أحد من الأئمة عليهم السلام إلا رفع دعاؤه في درج من نور وطبع عليه بخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان محفوظاً كذلك حتى يسلم إلى قائم آل محمد عليهم السلام فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله تعالى
(بحار الأنوار، ج97/ص 268.)
ولا ندري هل أرادوا السخرية بمثل هذه الرواية لأنه ما الفائدة من رفع دعائه في درج من نور وختمه بخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتسليمه إلى قائم آل محمد ليحفظه للداعي؟؟؟؟؟؟؟
ثم إنه لم يكن هناك قائم في زمن الإمام الباقر حتى يقول إن دعاء الزائر سيُرفع ويسلّم إليه ليحفظه!!
إن مختلق هذه الروايات لم يكن يدري ما يقول!
وفي الزيارة رقم 14 يمنّ الزائر على ربه فيقول:
«اللهم عبدك وزائرك يتقرّب إليك بزيارة قبر أخي رسولك، وعلى كل مأتي حق لمن أتاه وزاره»»
بحار الأنوار، ج97/ص271
فما معنى قوله «عبدك وزائرك»؟ ألا يدري أن الله لا يمكن زيارته؟!
وفي موضع آخر من هذا الدعاء أُطلق على أمير المؤمنين (ع) لقب «صاحب الميسم»
والمقصود منه أن الإمام يَسِمُ أي يكوي وجوه المؤمنين والكافرين لكي يضع على جبينهم علامة بأن فلاناً مؤمن وفلاناً كافر.
وهذا عمل لغو إذ ما الداعي إليه؟
هل يريد أن يعرّف الناس لله أو لملائكته وهم في غنى عن تلك العلامة؟
أم يريد أن يعرّف الناس للناس مع أن هذا لا يفيد في شيء ولا نتيجة له كما أنه لا يفيد يوم القيامة لأن المؤمنين في ذلك اليوم ستبيض وجوههم والمجرمين والكفار سيُحشرون سود الوجوه ولا حاجة لعلامات إضافية.
ونقرأ كذلك في تلك الزيارة شهادة الزائر للإمام: «إنك باب الله وإنك وجه الله»!
أما حضرة أمير المؤمنين عليه السلام فإنه يقول:
«فَاسْتَفْتِحُوهُ واسْتَنْجِحُوهُ واطْلُبُوا إِلَيْهِ واسْتَمْنِحُوهُ فَمَا قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجَابٌ ولا أُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ وإِنَّهُ لَبِكُلِّ مَكَانٍ وفِي كُلِّ حِينٍ وأَوَانٍ ومَعَ كُلِّ إِنْسٍ وجَانٍّنهج البلاغة، الخطبة 195.
ويقول أيضاً:«واعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإجَابَةِ وأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ وتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ ولَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ ولَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ..»(نهج البلاغة، الرسالة 31.)
والإمام السجاد عليه السلام يقول كذلك مناجياً ربَّه: «وبابك مفتوحٌ للراغبين»( الصحيفة السجادية، دعاؤه يوم الفطر.)، وبالتالي فالله تعالى شأنه ليس كالسلاطين الذين لهم حُجَّاب وأبواب يُدخل من خلالها إليهم، بل هو أقرب إلى عباده من حبل الوريد [
وهو القائل: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) [البقرة:186]].
فهكذا يتبيَّن أن مطالب تلك الزيارة مخالفة [للقرآن الكريم] كما هي مخالفة في الواقع لعقائد الأئمّة الهداة من آل النبيّ عليهم السلام.
وأما قوله «وأنَّكَ وجه الله» فلا يصحّ لأن «وجه الله» -
كما جاء في قوله تعالى: ((وَلله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله)) [البقرة:115] –
يدلّ كما قالوا على عنايته، وقد رُوي عن أمير المؤمنين (ع) أن «وجه الله»
ذاته وليس لله وجه جسماني وإنما سُميت عناية الله بالوجه لأن كل من توجّه إلى شيء واعتنى به فإنما يفعل ذلك بوجهه فأُطلقت كلمة «الوجه» بحقِّ الله لهذا السبب،
ولكن علم الله ذاتيٌّ وهو محيط بكلِّ شيء بذاته. فوجْهُ الله ذاته، وإذا رُويت رواية عن الغلاة تخالف هذه الحقيقة فيجب عدم قبولها.
وفي هذه الزيارة أيضاً قول الزائر للإمام:
«أنت الصراط المستقيم»، مع أن الإمام عليَّاً عليه السلام سالكٌ للصراط المستقيم وليس عين الصراط لأن الإمام يصلِّي على الأقلّ خمسين ركعة في اليوم ويقرأ في صلاته: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) [الفاتحة:6]،
فإذا كان الإمام ذاته الصراط المستقيم لما جاز أن يطلب من الله أن يهديه إلى نفسه.
وحتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاته كان هادياً للناس إلى الصراط المستقيم
كما قال تعالى: ((وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ الله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى الله تَصِيرُ الأُمُورُ)) [الشورى:52-53].
فخاتم النبيين ذاته صلى الله عليه وآله وسلم مرشدٌ للناس إلى الصراط المستقيم لا أنه هو ذاته الصراط المستقيم
وفي موضع آخر من الزيارة نقرأ:
«السلام عليك يا صفوة الله يا عمود الدين» هذا في حين أن الاصطفاء خاصٌّ بالأنبياء، وعمود الدين - طبقاً لتعليمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - هو الصلاة وإذا كان عمود الدين هو الإمام لزال ذلك العمود بوفاة الإمام!
في موضع آخر من الزيارة يقول الزائر للإمام:
«أتيتُك وافداً لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله، متقرِّباً إلى الله بزيارتك طالباً خلاص نفسي من النار، متعوِّذاً بك من نار استحقَقْتُها بما جنيتُ على نفسي»!!
والسؤال :
إذا كان كل من استحقّ نار جهنّم بسوء عمله يمكنه باللجوء إلى مخلوق آخر أن ينجو من عقاب الله،
فلن يبقى هناك إذن أي معنى لخلق النار والجحيم ولا أي مفهوم للعقاب الإلهي.
هذا إضافة إلى أن الله تعالى أمرنا في مواضع عديدة من كتابه الكريم أن نلجأ إلى الله، بل أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ذاته أن لا يلجأ إلا إلى الله.
في أي موضع من القرآن أو السنة أُمرنا بأن نلجأ إلى مخلوق؟
أليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القائل: «سبحان الذي لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه( مفاتيح الجنان، من التسبيحات المتعلقة بأعمال يوم عرفة، نقلاً عن كتاب «الإقبال» للسيد ابن طاووس.)
ويقول في دعاء آخر:
«يا من لا مفزع إلا إليه، يا من لا يُستَعان إلا به، يا من لا يُرجى إلا هو، يا من لا منجا منه إلا إليه، يا من لا يصرف السوء إلا هو» (دعاء الجوشن الكبير، الفقرات 38 و39 و90).
أولم يقرأ هؤلاء أدعية عليّ عليه السلام الذي كان يخاطب ربه متأسِّياً بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيقول:
«إنه لا يأتي بالخير إلا أنت ولا يصرف السوء إلا أنت
الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني من الشهر.
ويقول في دعاء آخر: «لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني من الشهر
.
ويقول مستلهماً من الآية 22 من سورة «الجنّ» الكريمة: «اللهمَّ إنَّه لَنْ يجيرني مِنْكَ أحدٌ وَلَنْ أجدَ مِنْ دونكَ مُلْتَحَدَاً
الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الرابع والعشرين من الشهر، ومفاتيح الجنان، دعاء «أبي حمزة الثمالي».
( [1])الصحويقول مستلهماً من الآية 68 من سورة «الفرقان» المباركة: «اللهم واجعلني من.... الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ
(الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني والعشرين من الشهر)
.ويدعو حفيده الإمام الصادق عليه السلام مستلهماً من الآية 56 من سورة الإسراء المباركة فيقول:
«اللهم إنك عيّرت أقواماً في كتابك فقلت: قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً؛ فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عنّي أحدٌ غيره صلّ على محمد وآله واكشف ضُرِّي
(مفاتيح الجنان (الباقيات الصالحات) الباب الثالث من أدعية العافية وغيرها )
أضف إلى ذلك أن الإمام عليّاً عليه السلام رحل عن هذه الدنيا الفانية وانتقل إلى دار البقاء ولم يعد موجوداً في عالم الدنيا حتى يلتجئ إليه ذلك المغالي،
وقد اعتبر الإمامُ نفسَه - في وصيّته التي أوصى بها بعد أن ضربه ابن ملجم- فانياً مفارقاً فقال:
«أنَا بِالأمْسِ صَاحِبُكُمْ والْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَداً مُفَارِقُكُمْ إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي وإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي
نهج البلاغة، الرسالة 23.
إن أولئك الغلاة يريدون بتلك الخرافات والكفريَّات أن ينقذوا أنفسهم من العذاب والحساب باسم ذلك الإمام الهمام الذي كان ذاته يتأوَّه من خشية الله ويخاف من عذابه، متخيِّلين بأنهم بعملهم بتلك البدع سيُصرف النظر عن جرائمهم!! فما أبطل خيالهم وما أبعد ما يتوهَّمون!
ويروي المجلسيُّ في الحديث رقم 15من هذا الباب [نقلاً عن كتاب فرحة الغريّ] بسنده عن «صفوان الجمّال»
قال: «لما وافيت مع جعفر الصادق (ع) الكوفة يريدُ أبا جعفر المنصور
قال لي: يا صفوان! أنخ الراحلة فهذا قبر جدي أمير المؤمنين فأنختها، ثم نزل فاغتسل وغيَّر ثوبَه... وقال لي: قصِّر خطاك والق ذقنك الأرض فإنه يكتب لك بكل خطوة مائة ألف حسنة، ويمحى عنك مائة ألف سيئة، وترفع لك مائة ألف درجة، وتقضى لك مائة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كلّ صديق وشهيد مات أو قُتِل!!...( بحار الأنوار، ج97/ص 279 - 280..)
لا حظوا أن ما ذُكر هو ثواب خطوة واحدة فمعنى ذلك أنه عندما سيصل إلى القبر سيكون له ثواب مليارات الصدِّيقين والشهداء!!
هذا في حين أن حضرة أمير المؤمنين عليه السلام ذاته نال ثواب شهيد واحد لأنه استُشهد مرَّةً واحدةً، وجميع الأئمة عليهم السلام كانوا يسألون الله في أدعيتهم ثواب الشهادة في سبيله أي ثواب شهيد واحد. ومن الطريف أن رواية «صفوان»
هذه يُفهم منها أنه لم يكن هناك أثرٌ مُشاهَدٌ للقبر حتى أخبره الإمام الصادق عليه السلام بأن هذه البقعة هي مكان قبر جدِّه، هذا في حين أن «صفوان الجمّال» ذاته يخبرنا في الحديث رقم 18 أنه سأل الصادق عليه السلام عن زيارة مرقد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «فقال:
يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونل شيئاً من الطيب.... (إلى قوله):... فإذا تراءت لك القبة الشريفة
فقل: الحمد لله على ما اختصني به... الخ (إلى قوله):... فإذا نزلت الثوية وهي الآن تل بقرب الحنانة عن يسار الطريق لمن يقصد من الكوفة إلى المشهد فصل عندها ركعتين.. الخ
(إلى قوله):.. فإذا بلغت إلى باب الصحن فقل: الحمد لله..الخ (إلى قوله): ثم ادخل وقل: الحمد لله الذي أدخلني هذه البقعة المباركة... الخ... (إلى قوله)... ثم قبِّل العتبة وقدِّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وادخل وأنت تقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله..الخ بحار الأنوار، ج97/ص 280-281
وهذه الرواية تناقض الرواية السابقة لأنها تفيد أن القبر كان بناءً ظاهراً له صحنٌ وعتبةٌ وبابٌ [وطبعاً هذا ليس بصحيح]، فهذا يبيِّنُ كيف ينطبق على أولئك الكذّابين الوضّاعين المَثَلُ القائل: «حبل الكذب قصير»!
ومما جاء في هذه الزيارة أيضاً وصف حضرة الأمير عليه السلام بأنه
«خازن الوحي»، وجاء فيها أيضاً أنه إذا دخلتَ المدينة فقل: «اللهمَّ لبابك وقفتُ»
ولا ندري هل اعتبرَ بابَ المدينة بابَ الله أم اعتبر علياً عليه السلام بابَ الله؟!!
وعلى كلّ حال فقد جعل لله باباً ثم قال:
«ثمّ امش حتى تقف على الباب في الصحن وقل.... يا مولاي يا أمير المؤمنين! عبدك وابن عبدك وابن أمتك!...(إلى قوله)... يا أمين ربّ العالمين وديّان يوم الدِّين»
هذا في حين أن عشرات الآيات القرآنية تنصُّ على أن «أمين ربّ العالمين» صفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن «ديَّان يوم الدِّين» صفةٌ للحقِّ تعالى الذي يقول في كتابه:
((يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله)) [الانفطار:19].
ويتواصل متن الزيارة الطويل المليء بالعبارات المغالية حتى يصل إلى قول الزائر: «السلام على ميزان الأعمال ومقلّب الأحوال» هذا في حين أن ميزان الأعمال ومعيار الحق والباطل في الأفعال هو كتاب الله وقوانين شريعته وليس علياً عليه السلام،
لأن الله تعالى يقول: ((الله الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ)) [الشورى:17].
ونتساءل هنا: بأي ميزان ستُقاس أعمال الإمام عليّ عليه السلام والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إن كان عليٌّ ذاته هو الميزان، وكيف سيزن الميزان نفسه؟
أضف إلى ذلك أن الله تعالى جعل الكتاب السماوي المنزَّل على كل أمَّة ميزاناً لها وبيَّن أن كلَّ أمَّةٍ ستُدعى يوم القيامة إلى كتابها كما قال سبحانه: ((وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) [الجاثية:28].
وأما عبارة «مقلّب الأحوال» التي وردت في الزيارة فهي خاصَّة بالله المتعال، أما الأنبياء والأولياء فلا يملكون تقليب أحوال أنفسهم فضلاً عن غيرهم، كما قال تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: ((قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ الله)) [الأعراف:188]،
وكما أمر نبيه أن يقول: ((قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) [الأحقاف:9].
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يدري ما أحوال الآخرين؛
وبالتالي لا يمكنه تقليب أحوالهم، فكيف يستطيع الإمام ذلك؟ إن أحوال العباد بيد الله وحده وهم تحت نظر الله وهو وحده مقلّب القلوب والأحوال لا غيره.
وقد قال تعالى لرسوله الكريم: ((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الأنفال:63]
إذن مقلّب القلوب ومقلّب الأحوال والمؤثر هو الله المتعال،
ولا ندري لماذا يصرّ وضّاعو تلك الزيارات على إثبات صفات الله وأسمائه للإمام وجرّ الناس نحو الشرك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم نقرأ في تلك الزيارة «السلام على شجرة التقوى، وسامع السِرِّ والنجوى»، هذا مع أن هذه الصفة الأخيرة مختصَّةٌ - كما تنصُّ عديد من آيات القرآن - بالله تعالى وحده كما قال سبحانه:
((وَهُوَ الله فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)) [الأنعام:3]،
ويقول: ((أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)) [البقرة:77] (البقرة: ٧٧ وهود: 5، والنحل: 23 ويس: 76)،
يقول: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) [الملك:13]
ويقول: ((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)) [طه:7]
ويقول: ((أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الله يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ الله عَلَّامُ الْغُيُوبِ)) [التوبة:78].
هل عليٌّ عليه السلام هو الله
- والعياذ بالله -
حتى يعلم أسرار الناس وخفايا قلوبهم؟؟
استكمالا للجزء الاول
العجب أن المعممين يحثون الناسُ بمثل هذه الزيارات الفاضحة ويحثُّونهم على قراءتها في أيام مخصوصة وقد أحصى بعضهم
أن الأيام المخصوصة تشكّل خمس السنة!
وقد جمع المجلسيُّ في «البحار» كل زيارة كتبها كل عالم حسب ذوقه، مع أن أهل التحقيق يعلمون أن جميع أذون الدخول المذكورة في الزيارات لا سند صحيح لها.
وينقل المجلسيُّ عن كتاب «كامل الزيارة» لابن قولويه زيارةً لحمزة رضي الله عنه وإبراهيم ابن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ليس لها سند!
ويروي في ذلك الموضع عن راوٍ كذاب اسمه «سهل بن زياد»
( قال الشيخ الطوسي في الفهرست والاستبصار عنه: ((ضعيف جداً عند نقّاد الأخبار)). وقال ابن الغضائري عنه: ((سهل بن زياد أبو سعيد الآدمي الرازي، كان ضعيفاً جداً فاسد الرواية والدين... يروي المراسيل ويعتمد المجاهيل)).
روايةً تَنْسِبُ إلى أمير المؤمنين عليٍّ (ع) أنه قال: كُنْتُ أَنَا ورَسُولُ الله صلى الله عليه وآله قَاعِدَيْنِ في مسجد الفضيخ إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حَجْرِي ثُمَّ خَفَقَ حَتَّى غَطَّ وحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَرِّكَ رَأْسَهُ عَنْ فَخِذِي فَأَكُونَ قَدْ آذَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله حَتَّى ذَهَبَ الْوَقْتُ وفَاتَتْ فَانْتَبَهَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله
فَقَالَ: يَا عَلِيُّ صَلَّيْتَ؟
قُلْتُ: لَا. قَالَ: ولِمَ ذَلِكَ؟
قُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أُوذِيَكَ. قَالَ: فَقَامَ واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ومَدَّ يَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا
وقَالَ: اللهمَّ رُدَّ الشَّمْسَ إِلَى وَقْتِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ عَلِيٌّ فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى وَقْتِ الصَّلَاةِ حَتَّى صَلَّيْتُ الْعَصْرَ ثُمَّ انْقَضَّتْ انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ
(الفروع من الكافي، (ج1/ص319)،
وحديث ردت الشمس على علي بن أبي طالب رواه بعض أهل السنة أيضاً ولخّص العجلوني ما جاء في ذلك في كتابه «كشف الخفاء» فقال:
(( قال الإمام أحمد لا أصل له وقال ابن الجوزي موضوع،
لقد أراد هذا الراوي أن يختلق معجزة للإمام
ولكنه لم ينتبه إلى أنه بهذه الرواية الموضوعة نزّل من مقام عليٍّ عليه السلام وإخلاصه إلى درجة أدنى من مرتبة مسلم عادي،
لأنه نسب إلى حضرة الأمير سلام الله عليه أنه ترك صلاةً مفروضةً أي ارتكب حراماً لأجل أن لا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فهل يظنُّ أيُّ مسلم -مهما كان ضعيف الإيمان- بنبيِّ الإسلام عظيم الشأن الباذل ذاته في سبيل الله أنه -يرضى أن يصلِّي إحدى الصلوات المفروضة قضاءً حتى لا يوقظه أحد من قيلولة العصر كما ادَّعى ذلك الراوي الجاهل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بكلِّ تأكيد كان عليٌّ عليه السلام - بما له من معرفة بأحوال النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزعجه ويحزنه أن تفوته صلاة العصر،
وبكلِّ تأكيد لم يكن عليٌّ عليه السلام ليرتكب معصية ترك الصلاة المستوجبة لحزن النبيِّ وانزعاجه،
ومختصر الكلام إنه من المحال أن يرتكب عليٌّ عليه السلام عملاً يسخط الله ورسولَهُ،
فكيف يمكن أن يعيد الله تعالى الشمس لمن ارتكب معصيةِ تركِ فريضةٍ عامداً؟
أضف إلى ذلك أنه لا يمكن العودة بالزمان إلى الوراء فإذا غربت الشمس وانقضى وقت العصر،
فإن هذا الزمن لن يعود ثانيةً حتى ولو أُعيدت الشمس مجدداً إلى الظهور بعد غروبها لأن الوقت الذي انقضى قد انقضى ولا يمكن إحياؤه من جديد،
غاية ما في الأمر أن رجوع الشمس ينشئ زمناً جديداً غير الزمن السابق. وأساساً، لو كان واجب عليٍّ في ذلك الظرف ترك الصلاة، لما كان هناك من داعٍ لإعادة الشمس، وبالتالي فإن الراوي الوضّاع لم يكن يدري ما يقول! والطريف في الموضوع أن أحداً على وجه الأرض لم يشعر بعودة الشمس للظهور بعد غروبها سوى «سهل بن زياد» ذلك الراوي الغالي الكذّاب؟!
(هذا بمعزل عن أن عبارة «عودة الشمس» خطأ علمي لأن الأرض هي التي تدور حول الشمس، لذا ينبغي أن يُقال «عودة الأرض»).
ثم هل تتفق هذه الرواية مع القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول الله تعالى: ((وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ)) [إبراهيم:33]،
ويقول أيضاً: ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)) [يس:38-40]
وعليه فالله تعالى خلق للشمس نظاماً زمنياً ومكانياً خاصاً تسير عليه، وسخّر الشمس والقمر لمصلحة عباده وجعلهما يدوران بنظام خاص وحسبان دقيق، فإذا تحرك كل كوكب من مكانه أو اختلّ دورانه لاختلّ نظام الكون وتغيّر وضع العالم، وهذا طبعاً مما يعلمه جميع أهل العلم.
و هل يمكننا أن نحكي هذه القصة لعلماء الفيزياء والفلك في القرن العشرين؟!
أجل، لقد قام الوضّاعون، على قدر ما استطاعوا، بوضع متون زيارات مليئة بالإطراء وعبارات الثناء والتمجيد المفرط ودوّنوا في ذلك كتب الشيعه
من ذلك أنهم أوردوا مثلاً في متن زيارة إبراهيم بن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم الذي تُوفِّيَ وهو ابن 18 شهراً فقط عبارات فيها طلب الشفاعة منه؟!
فلعلَّ واضع تلك الزيارة تصوّر أن الطفل ابن السنتين سيكون رقيق القلب يمكن خداعه بسهولة لذا سيُسرّ بالاستماع إلى عبارات زيارته المليئة بالمديح والإطراء فيشفع لزائره ويصبح وسيلة لغفران ذنوبه وسعادته!
أو أوردوا في زيارة حمزة:«راغباً إليك في الشفاعة أبتغي بزيارتك خلاص نفسي متعوّذاً بك من نارٍٍ استحقّها مثلي بما جنيت على نفسي، هارباً من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري، فزعاً إليك رجاء رحمة ربي، أتيتك من شقَّةٍ بعيدةٍ طالباً فكاك رقبتي من النار»!.
هذه الجمل مخالفة تماماً لأمر الله وأحكام شريعته،
لأن القرآن الكريم أمرنا أن لا نلجأ إلا إلى الله وأن لا نستعين إلا بالله
وعلّمنا أن الشفاعة ليست حسب رغبتنا وأنها منحصرة بيد الله وأننا إذا تحمّلنا أوزاراً ثقيلة من الذنوب على ظهورنا فلا ينقذنا من تبعاتها شيء سوى التوبة النصوح.
إن تبتم غفر الله ذنوبكم،ولا ينبغي عليكم أن تُطْلِعُوا أحداً على ذنوبكم ولا يحقُّ لأي أحد أن يتتبع ذنوب الآخرين ويتجسس عليهم ويطَّلع على زلّاتهم. ولكن هذا المسكين الجاهل ترك أحكام الله وتعاليمه وتعاليم كتابه وآياته وذهب يطلب فكاك رقبته من النار بشفاعة حضرة حمزة -رضي الله عنه-
وظنّ أن هذا الأمر بيده. الله تعالى قال للمذنب أنا معك في جميع الأحوال، عليمٌ بأعمالك وخبيرٌ بذنوبك وقادرٌ على نفعك وضرِّك،ولكن هذا الجاهل غفل عن آيات الله وذهب يقطع مسافات بعيدة حتى وجد حضرة حمزة رضي الله عنه ولم يدرِ أنه لا علم له بما في الدنيا بل هو سعيد منعّم يُرزق في دار السلام ولم يعد له أي صلة ولا أي شغل بالمذنبين الخطَّائين.
لقد أمر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أن يلجأ إليه فقال:
((وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)) [المؤمنون:97-98]،
وقال له كذلك: ((فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [الأعراف:200]،
وقال أيضاً: ((قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ الله أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا)) [الجن:20-22]،
وكان رسول الله يدعو ربه قائلاً:
«إلـهي لا مفزع ولا مفرَّ إلا إليك»،
فلاحظوا كم ذكروا في تلك الزيارات من مطالب مخالفة للقرآن!
كذلك نقرأ في زيارة حضرة حمزة رضي الله عنه:
«ألْـهَمَنِي طَلَبَ الحوائج عنده»!!!!!!!
ولكن الواقع أن الله لم يلهمه ذلك بل الشيطان هو الذي ألهمه أن يطلب الحوائج عند غير الله!!
وقارنوا ذلك بالدعاء الصحيح المروي عن الإمام السجّاد عليه السلام الذي يقول فيه مناجياً ربَّه:
«الحمدُ لله الذي أغلق عنا باب الحاجة (الصحيفة السجادية، الباب الأوَّل.)
ويقول كذلك: «لا أطلب الفرج إلا منك(نلفت نظر القارئ الكريم إلى أن «عبد مناف» لم يكن مسلماً، ورغم ذلك فحضرة المجلسي يتعجّب من عدم وجود زيارة له في الكتب؟!!)
أجل، إن ما ذكره الخُرَافِيُّون من أعمال وزيارات للقبور ليس له أي مستند في الشرع،
ويقول المجلسيُّ:
«لا أدرِي لماذا لم يذكر العلماء في كتبهم زيارة أبي طالب وعبد المطلب وزيارة عبد مناف([1]) والسيدة خديجة مع أن قبورهم معروفة في مكّة»!!
والجواب واضح أنه لا يوجد أي مستند لذلك أو أن وضّاعي الزيارات لم يجدوا الوقت الكافي لصنع زيارات لهم!!، وليت شعري هل يجب أن نصنع نص زيارة لكل قبر معروف؟!
ثم يقول المجلسيُّ: صلّ في المدينة في بيت زين العابدين وبيت الإمام الصادق. ويبدو أن المجلسيَّ لم يكن يعلم أن بيوتهم قد تهدّمت منذ قرون وانتقلت تلك الأراضي إلى آخرين ولم تعد حدودها معلومة.
الروايات في باب فضل زيارة قبر أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام
روى المجلسيُّ والشيخ المفيدُ وابن قولويه و...... أنه
«ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به،
فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبيِّ (صَلَّى الله عَلَيه وَآلِهِ) فسلَّموا عليه،
ثم أتوا قبر أمير المؤمنين عليه السلام فسلَّموا عليه،
ثم أتوا قبر الحسين عليه السلام فسلَّموا عليه،
ثم عرجوا،
وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة
(بحار الأنوار، ج97/3- فضل زيارته صلوات الله عليه والصلاة عنده، ص 257، )
والسؤال في رأي كاتب هذه السطور لقد أراد واضع هذا الحديث أن يحرِّض الناس على الذهاب كل يوم آلافاً آلافاً لزيارة تلك القبور!
وروى أيضاً في الباب ذاته أنه:
«من زار أمير المؤمنين عارفاً بحقه غير متجبر ولا متكبر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد»!!
هذا في حين أن الإمام ذاته استُشهد مرة واحدة فكان له أجر شهيد واحد.
وقد قال عليٌّ عليه السلام:«يَوْمَ أُحُدٍ حَيْثُ اسْتُشْهِدَ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ المُسْلِمِينَ وحِيزَتْ عَنِّي الشَّهَادَةُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:«أَبْشِرْ فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَائِك»
(نهج البلاغة، الخطبة رقم 156.)
وقال عليه السلام أيضاً:
«نَسْأَلُ الله مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ
(نهج البلاغة، الخطبة رقم 23.)
فلو قبلنا بتلك الرواية لأصبح ثواب الزائر أكثر من ثواب المزور، فتلك الرواية خفّضت من مقام الشهيد
مع أن الله تعالى جعل للشهيد مقاماً رفيعاً جداً وجعله إلى جانب الأنبياء والصديقين
كما قال سبحانه: ((فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ)) [النساء:69].
ولما كان الإمام عليّ عليه السلام حياً لم يقل أحد أن ثواب زيارته هو ثواب شهيد واحد ولو قال أحدهم مثل ذلك لاستُهزأ به وقيل له لماذا تضيف على الإسلام شيئاً من عندك،
ولكنّ وضّاعي الحديث في القرون التالية لفّقوا ما شاؤوا من الروايات!
وقد جاء في رواية موضوعة أخرى أن لزائر أمير المؤمنين (ع) في كل خطوة يخطوها ثواب حجة وعمرة مقبولة. وبناء على هذه الرواية المكذوبة يكون ثواب الزائر أكثر من ثواب مئة ألف حج هذا في حين أن الإمام ذاته ربما لم يحج أكثر من عشر حجات!
إذا قبلنا بهذه الروايات لم يبق هناك أي لزوم لتحمّل مشاقّ الجهاد أو الذهاب إلى الحج إذ يكفي بدلاً من ذلك أن يقوم الإنسان بزيارة قبور الأئمة مرة واحدة!!
يعني أنه في الواقع يصبح القبر - حسب تلك الروايات- أكثر أهمية من الكعبة!
وهذا هو هدف الشيطان والاستعمار بعينه، لأن الكعبة محلّ وحدة المسلمين، أما القبور فموجبة لتفرّقهم وتشتُّتهم.
باب زيارات أمير المؤمنين المطلقة (التي لا تختصُّ بوقتٍ من الأوقات)
كما ذكرنا لقد ملؤوا في أبواب الزيارة مئات الصفحات من المدح والإطراء والثناء والتمجيد
وآداب الزيارات التي تحتاج إلى أناس عاطلين عن العمل
كي يقرؤوا كل تلك الزيارات في الليل والنهار
فلا يتمكَّنوا من القيام بشيء آخر.
وقد ورد في بعض تلك الزيارات خطاب لأمير المؤمنين:
«يا أمين الله في أرضه»،
هذا مع أن الله تعالى اعتبر «جبريل» عليه السلام أمين وحيه وقال: ((مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)) (التكوير:21)
فلا ندري بأي شيء كان الإمام أمين الله،
هل كان أمينه على حفظ دينه وعدم إعطائه لأحد أم على شيء آخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم جاء في الزيارة: «وحجته على عباده»
أي أن الأئمة «عليهم السلام» حجة الله على عباده،
ولكن كما بيّنا سابقاً فإن القرآن الكريم ينفي وجود حجة بعد الرسل (سورة النساء: الآية 165).
وهنا نريد أن نعلم هل الأئمة عليهم السلام حجة على أهل زمانهم أم على من جاء بعدهم بمئات السنين ولم يرهم؟إن قيل إنهم حجة على من بعدهم فإن هذا سيخلق مشاكل لن تُحلَّ،
لأن الأخبار والآثار المنسوبة إليهم مليئة بالمتناقضات الباطلة خلافاً للقرآن الكريم،
فهل يمكن للحجّة أن تتضمن تناقضات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكذلك جاء في تلك الزيارة المطلقة لأمير المؤمنين عليه السلام:
«أنت أول مظلوم»
فهل يمكن التصديق بأنه لم يظلم أحد على الإطلاق قبل أمير المؤمنين (ع)؟؟؟؟؟؟؟
ولو فرضنا أن هذه الجملة صحيحة فما الهدف من قولها وكتابتها سوى إيجاد التفرقة وإثارة الفتنة والطعن واللعن؟
فلن ينتج عنها سوى ذلك
(إن تلك الجمل لا تفيد سوى السلاطين الصفويين الخبثاء والمفرّقين الذين يستفيدون منها لخلق الخصومة والأحقاد بين المسلمين)
او كذلك جاء في تلك الزيارة: «
جئتُك عارفاً بحقك مستبصراً بشأنك معادياً لأعدائك »!
هذا في حين أنه في زمننا هذا لا يوجد عدوٌّ لعليّ سوى الذين غيروا أصول دين عليّ عليه السلام وفروعه والتي كانت الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر فقط،
فأضافوا عليها أصولاً وفروعاً أخرى باسم المذهب.
فعليٌّ عليه السلام كان يعتبر نفسه تابعاً للدين ولم يكن يعتبر ذاته أو الإيمان به وبأولاده أصلاً من أصول الدين
، أما أولئك الزائرون فإنهم اعتبروا الإيمان به من أصول الدين!
لماذا لا يلاحظ قرّاء تلك الزيارات كل هذه الأوهام والخرافات بل تقع عندهم موقع الرضا إذْ تعجبهم ألفاظها المنمَّقة وعباراتها المسجّعة والمقفّاة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم يقول: «فاشفع لي إلى ربك يا مولاي فإن لك عند الله مقاماً معلوماً».
وهنا نسأل:
هل الشفاعة بيد الزائر أم بيد الإمام؟
الحقيقة التي قررها القرآن الكريم هي أن شفاعة النبي والإمام لشخص معيَّن تحتاج إلى إذن الله ابتداءً
، فالله تعالى وحده الذي يعلم المستحقَّ للشفاعة من عباده،
إذْ هو وحده البصير بعباده العليم بسرائرههم وضمائرهم وما تخفي صدورهم، وليس للأنبياء ولا الأئمة علمٌ بحقيقة العباد وسرائرهم، من هنا يقول سبحانه وتعالى:
((مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)) [البقرة:255]،
ويقول: ((قُلْ لله الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا)) [الزمر:44].
فإذا كانت الشفاعة بيد الله وحده فلا فائدة من طلبها من النبيّ أو الإمام،
بل لا بدَّ من العمل بمرضاة الله وطلب الغفران منه وحده،
وبالتالي فإن الزائر سأل من لا يملك وطمع بما لا طائل تحته وأضاع وقته سدى.
والإشكال الآخر في تلك الزيارة ذلك الدعاء الوارد في آخرها والذي يقول:
«بحقِّ محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين آبائي»
فكيف يكون أئمة أهل البيت عليهم السلام آباء الزائر؟!
وهل يمكن أن يُقال لحضرة الزهراء أب؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن لا ندري من الذي وضع تلك الزيارات؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل كان قصده خداع الشيعة وإلباسهم ثوب الغرور؟ ؟؟؟؟؟؟؟
ثم بعد تلك الزيارة وضعوا رواية منسوبة إلى الإمام الباقر عليه السلام يقول فيها:
«ما قال هذا الكلام ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين أو عند قبر أحد من الأئمة عليهم السلام إلا رفع دعاؤه في درج من نور وطبع عليه بخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان محفوظاً كذلك حتى يسلم إلى قائم آل محمد عليهم السلام فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله تعالى
(بحار الأنوار، ج97/ص 268.)
ولا ندري هل أرادوا السخرية بمثل هذه الرواية لأنه ما الفائدة من رفع دعائه في درج من نور وختمه بخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتسليمه إلى قائم آل محمد ليحفظه للداعي؟؟؟؟؟؟؟
ثم إنه لم يكن هناك قائم في زمن الإمام الباقر حتى يقول إن دعاء الزائر سيُرفع ويسلّم إليه ليحفظه!!
إن مختلق هذه الروايات لم يكن يدري ما يقول!
وفي الزيارة رقم 14 يمنّ الزائر على ربه فيقول:
«اللهم عبدك وزائرك يتقرّب إليك بزيارة قبر أخي رسولك، وعلى كل مأتي حق لمن أتاه وزاره»»
بحار الأنوار، ج97/ص271
فما معنى قوله «عبدك وزائرك»؟ ألا يدري أن الله لا يمكن زيارته؟!
وفي موضع آخر من هذا الدعاء أُطلق على أمير المؤمنين (ع) لقب «صاحب الميسم»
والمقصود منه أن الإمام يَسِمُ أي يكوي وجوه المؤمنين والكافرين لكي يضع على جبينهم علامة بأن فلاناً مؤمن وفلاناً كافر.
وهذا عمل لغو إذ ما الداعي إليه؟
هل يريد أن يعرّف الناس لله أو لملائكته وهم في غنى عن تلك العلامة؟
أم يريد أن يعرّف الناس للناس مع أن هذا لا يفيد في شيء ولا نتيجة له كما أنه لا يفيد يوم القيامة لأن المؤمنين في ذلك اليوم ستبيض وجوههم والمجرمين والكفار سيُحشرون سود الوجوه ولا حاجة لعلامات إضافية.
ونقرأ كذلك في تلك الزيارة شهادة الزائر للإمام: «إنك باب الله وإنك وجه الله»!
أما حضرة أمير المؤمنين عليه السلام فإنه يقول:
«فَاسْتَفْتِحُوهُ واسْتَنْجِحُوهُ واطْلُبُوا إِلَيْهِ واسْتَمْنِحُوهُ فَمَا قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجَابٌ ولا أُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ وإِنَّهُ لَبِكُلِّ مَكَانٍ وفِي كُلِّ حِينٍ وأَوَانٍ ومَعَ كُلِّ إِنْسٍ وجَانٍّنهج البلاغة، الخطبة 195.
ويقول أيضاً:«واعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإجَابَةِ وأَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ لِيُعْطِيَكَ وتَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ ولَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وبَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُكَ عَنْهُ ولَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ..»(نهج البلاغة، الرسالة 31.)
والإمام السجاد عليه السلام يقول كذلك مناجياً ربَّه: «وبابك مفتوحٌ للراغبين»( الصحيفة السجادية، دعاؤه يوم الفطر.)، وبالتالي فالله تعالى شأنه ليس كالسلاطين الذين لهم حُجَّاب وأبواب يُدخل من خلالها إليهم، بل هو أقرب إلى عباده من حبل الوريد [
وهو القائل: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) [البقرة:186]].
فهكذا يتبيَّن أن مطالب تلك الزيارة مخالفة [للقرآن الكريم] كما هي مخالفة في الواقع لعقائد الأئمّة الهداة من آل النبيّ عليهم السلام.
وأما قوله «وأنَّكَ وجه الله» فلا يصحّ لأن «وجه الله» -
كما جاء في قوله تعالى: ((وَلله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله)) [البقرة:115] –
يدلّ كما قالوا على عنايته، وقد رُوي عن أمير المؤمنين (ع) أن «وجه الله»
ذاته وليس لله وجه جسماني وإنما سُميت عناية الله بالوجه لأن كل من توجّه إلى شيء واعتنى به فإنما يفعل ذلك بوجهه فأُطلقت كلمة «الوجه» بحقِّ الله لهذا السبب،
ولكن علم الله ذاتيٌّ وهو محيط بكلِّ شيء بذاته. فوجْهُ الله ذاته، وإذا رُويت رواية عن الغلاة تخالف هذه الحقيقة فيجب عدم قبولها.
وفي هذه الزيارة أيضاً قول الزائر للإمام:
«أنت الصراط المستقيم»، مع أن الإمام عليَّاً عليه السلام سالكٌ للصراط المستقيم وليس عين الصراط لأن الإمام يصلِّي على الأقلّ خمسين ركعة في اليوم ويقرأ في صلاته: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) [الفاتحة:6]،
فإذا كان الإمام ذاته الصراط المستقيم لما جاز أن يطلب من الله أن يهديه إلى نفسه.
وحتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاته كان هادياً للناس إلى الصراط المستقيم
كما قال تعالى: ((وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ الله الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى الله تَصِيرُ الأُمُورُ)) [الشورى:52-53].
فخاتم النبيين ذاته صلى الله عليه وآله وسلم مرشدٌ للناس إلى الصراط المستقيم لا أنه هو ذاته الصراط المستقيم
وفي موضع آخر من الزيارة نقرأ:
«السلام عليك يا صفوة الله يا عمود الدين» هذا في حين أن الاصطفاء خاصٌّ بالأنبياء، وعمود الدين - طبقاً لتعليمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - هو الصلاة وإذا كان عمود الدين هو الإمام لزال ذلك العمود بوفاة الإمام!
في موضع آخر من الزيارة يقول الزائر للإمام:
«أتيتُك وافداً لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله، متقرِّباً إلى الله بزيارتك طالباً خلاص نفسي من النار، متعوِّذاً بك من نار استحقَقْتُها بما جنيتُ على نفسي»!!
والسؤال :
إذا كان كل من استحقّ نار جهنّم بسوء عمله يمكنه باللجوء إلى مخلوق آخر أن ينجو من عقاب الله،
فلن يبقى هناك إذن أي معنى لخلق النار والجحيم ولا أي مفهوم للعقاب الإلهي.
هذا إضافة إلى أن الله تعالى أمرنا في مواضع عديدة من كتابه الكريم أن نلجأ إلى الله، بل أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ذاته أن لا يلجأ إلا إلى الله.
في أي موضع من القرآن أو السنة أُمرنا بأن نلجأ إلى مخلوق؟
أليس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو القائل: «سبحان الذي لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه( مفاتيح الجنان، من التسبيحات المتعلقة بأعمال يوم عرفة، نقلاً عن كتاب «الإقبال» للسيد ابن طاووس.)
ويقول في دعاء آخر:
«يا من لا مفزع إلا إليه، يا من لا يُستَعان إلا به، يا من لا يُرجى إلا هو، يا من لا منجا منه إلا إليه، يا من لا يصرف السوء إلا هو» (دعاء الجوشن الكبير، الفقرات 38 و39 و90).
أولم يقرأ هؤلاء أدعية عليّ عليه السلام الذي كان يخاطب ربه متأسِّياً بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيقول:
«إنه لا يأتي بالخير إلا أنت ولا يصرف السوء إلا أنت
الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني من الشهر.
ويقول في دعاء آخر: «لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني من الشهر
.
ويقول مستلهماً من الآية 22 من سورة «الجنّ» الكريمة: «اللهمَّ إنَّه لَنْ يجيرني مِنْكَ أحدٌ وَلَنْ أجدَ مِنْ دونكَ مُلْتَحَدَاً
الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الرابع والعشرين من الشهر، ومفاتيح الجنان، دعاء «أبي حمزة الثمالي».
( [1])الصحويقول مستلهماً من الآية 68 من سورة «الفرقان» المباركة: «اللهم واجعلني من.... الَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ
(الصحيفة العلوية، دعاؤه في اليوم الثاني والعشرين من الشهر)
.ويدعو حفيده الإمام الصادق عليه السلام مستلهماً من الآية 56 من سورة الإسراء المباركة فيقول:
«اللهم إنك عيّرت أقواماً في كتابك فقلت: قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً؛ فيا من لا يملك كشف ضري ولا تحويله عنّي أحدٌ غيره صلّ على محمد وآله واكشف ضُرِّي
(مفاتيح الجنان (الباقيات الصالحات) الباب الثالث من أدعية العافية وغيرها )
أضف إلى ذلك أن الإمام عليّاً عليه السلام رحل عن هذه الدنيا الفانية وانتقل إلى دار البقاء ولم يعد موجوداً في عالم الدنيا حتى يلتجئ إليه ذلك المغالي،
وقد اعتبر الإمامُ نفسَه - في وصيّته التي أوصى بها بعد أن ضربه ابن ملجم- فانياً مفارقاً فقال:
«أنَا بِالأمْسِ صَاحِبُكُمْ والْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَداً مُفَارِقُكُمْ إِنْ أَبْقَ فَأَنَا وَلِيُّ دَمِي وإِنْ أَفْنَ فَالْفَنَاءُ مِيعَادِي
نهج البلاغة، الرسالة 23.
إن أولئك الغلاة يريدون بتلك الخرافات والكفريَّات أن ينقذوا أنفسهم من العذاب والحساب باسم ذلك الإمام الهمام الذي كان ذاته يتأوَّه من خشية الله ويخاف من عذابه، متخيِّلين بأنهم بعملهم بتلك البدع سيُصرف النظر عن جرائمهم!! فما أبطل خيالهم وما أبعد ما يتوهَّمون!
ويروي المجلسيُّ في الحديث رقم 15من هذا الباب [نقلاً عن كتاب فرحة الغريّ] بسنده عن «صفوان الجمّال»
قال: «لما وافيت مع جعفر الصادق (ع) الكوفة يريدُ أبا جعفر المنصور
قال لي: يا صفوان! أنخ الراحلة فهذا قبر جدي أمير المؤمنين فأنختها، ثم نزل فاغتسل وغيَّر ثوبَه... وقال لي: قصِّر خطاك والق ذقنك الأرض فإنه يكتب لك بكل خطوة مائة ألف حسنة، ويمحى عنك مائة ألف سيئة، وترفع لك مائة ألف درجة، وتقضى لك مائة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كلّ صديق وشهيد مات أو قُتِل!!...( بحار الأنوار، ج97/ص 279 - 280..)
لا حظوا أن ما ذُكر هو ثواب خطوة واحدة فمعنى ذلك أنه عندما سيصل إلى القبر سيكون له ثواب مليارات الصدِّيقين والشهداء!!
هذا في حين أن حضرة أمير المؤمنين عليه السلام ذاته نال ثواب شهيد واحد لأنه استُشهد مرَّةً واحدةً، وجميع الأئمة عليهم السلام كانوا يسألون الله في أدعيتهم ثواب الشهادة في سبيله أي ثواب شهيد واحد. ومن الطريف أن رواية «صفوان»
هذه يُفهم منها أنه لم يكن هناك أثرٌ مُشاهَدٌ للقبر حتى أخبره الإمام الصادق عليه السلام بأن هذه البقعة هي مكان قبر جدِّه، هذا في حين أن «صفوان الجمّال» ذاته يخبرنا في الحديث رقم 18 أنه سأل الصادق عليه السلام عن زيارة مرقد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «فقال:
يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونل شيئاً من الطيب.... (إلى قوله):... فإذا تراءت لك القبة الشريفة
فقل: الحمد لله على ما اختصني به... الخ (إلى قوله):... فإذا نزلت الثوية وهي الآن تل بقرب الحنانة عن يسار الطريق لمن يقصد من الكوفة إلى المشهد فصل عندها ركعتين.. الخ
(إلى قوله):.. فإذا بلغت إلى باب الصحن فقل: الحمد لله..الخ (إلى قوله): ثم ادخل وقل: الحمد لله الذي أدخلني هذه البقعة المباركة... الخ... (إلى قوله)... ثم قبِّل العتبة وقدِّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وادخل وأنت تقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله..الخ بحار الأنوار، ج97/ص 280-281
وهذه الرواية تناقض الرواية السابقة لأنها تفيد أن القبر كان بناءً ظاهراً له صحنٌ وعتبةٌ وبابٌ [وطبعاً هذا ليس بصحيح]، فهذا يبيِّنُ كيف ينطبق على أولئك الكذّابين الوضّاعين المَثَلُ القائل: «حبل الكذب قصير»!
ومما جاء في هذه الزيارة أيضاً وصف حضرة الأمير عليه السلام بأنه
«خازن الوحي»، وجاء فيها أيضاً أنه إذا دخلتَ المدينة فقل: «اللهمَّ لبابك وقفتُ»
ولا ندري هل اعتبرَ بابَ المدينة بابَ الله أم اعتبر علياً عليه السلام بابَ الله؟!!
وعلى كلّ حال فقد جعل لله باباً ثم قال:
«ثمّ امش حتى تقف على الباب في الصحن وقل.... يا مولاي يا أمير المؤمنين! عبدك وابن عبدك وابن أمتك!...(إلى قوله)... يا أمين ربّ العالمين وديّان يوم الدِّين»
هذا في حين أن عشرات الآيات القرآنية تنصُّ على أن «أمين ربّ العالمين» صفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن «ديَّان يوم الدِّين» صفةٌ للحقِّ تعالى الذي يقول في كتابه:
((يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله)) [الانفطار:19].
ويتواصل متن الزيارة الطويل المليء بالعبارات المغالية حتى يصل إلى قول الزائر: «السلام على ميزان الأعمال ومقلّب الأحوال» هذا في حين أن ميزان الأعمال ومعيار الحق والباطل في الأفعال هو كتاب الله وقوانين شريعته وليس علياً عليه السلام،
لأن الله تعالى يقول: ((الله الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ)) [الشورى:17].
ونتساءل هنا: بأي ميزان ستُقاس أعمال الإمام عليّ عليه السلام والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إن كان عليٌّ ذاته هو الميزان، وكيف سيزن الميزان نفسه؟
أضف إلى ذلك أن الله تعالى جعل الكتاب السماوي المنزَّل على كل أمَّة ميزاناً لها وبيَّن أن كلَّ أمَّةٍ ستُدعى يوم القيامة إلى كتابها كما قال سبحانه: ((وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) [الجاثية:28].
وأما عبارة «مقلّب الأحوال» التي وردت في الزيارة فهي خاصَّة بالله المتعال، أما الأنبياء والأولياء فلا يملكون تقليب أحوال أنفسهم فضلاً عن غيرهم، كما قال تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: ((قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ الله)) [الأعراف:188]،
وكما أمر نبيه أن يقول: ((قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) [الأحقاف:9].
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يدري ما أحوال الآخرين؛
وبالتالي لا يمكنه تقليب أحوالهم، فكيف يستطيع الإمام ذلك؟ إن أحوال العباد بيد الله وحده وهم تحت نظر الله وهو وحده مقلّب القلوب والأحوال لا غيره.
وقد قال تعالى لرسوله الكريم: ((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الأنفال:63]
إذن مقلّب القلوب ومقلّب الأحوال والمؤثر هو الله المتعال،
ولا ندري لماذا يصرّ وضّاعو تلك الزيارات على إثبات صفات الله وأسمائه للإمام وجرّ الناس نحو الشرك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم نقرأ في تلك الزيارة «السلام على شجرة التقوى، وسامع السِرِّ والنجوى»، هذا مع أن هذه الصفة الأخيرة مختصَّةٌ - كما تنصُّ عديد من آيات القرآن - بالله تعالى وحده كما قال سبحانه:
((وَهُوَ الله فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)) [الأنعام:3]،
ويقول: ((أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)) [البقرة:77] (البقرة: ٧٧ وهود: 5، والنحل: 23 ويس: 76)،
يقول: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) [الملك:13]
ويقول: ((وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)) [طه:7]
ويقول: ((أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الله يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ الله عَلَّامُ الْغُيُوبِ)) [التوبة:78].
هل عليٌّ عليه السلام هو الله
- والعياذ بالله -
حتى يعلم أسرار الناس وخفايا قلوبهم؟؟
??????- زائر
مواضيع مماثلة
» عرّفوا لنا الشرك بالله وعبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الثالث
» [b]عرّفوا لنا عبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الاول[/b]
» العلوية (النصيرية)الجزء الثاني
» ابراهيم الخليل"الجزء الثاني"
» ابراهيم الخليل "الجزء الثاني"
» [b]عرّفوا لنا عبادة الأصنام ياشيعه!!!!!!!!!!!! الجزء الاول[/b]
» العلوية (النصيرية)الجزء الثاني
» ابراهيم الخليل"الجزء الثاني"
» ابراهيم الخليل "الجزء الثاني"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى