قـصـة حـقـيـقـيـه "إنـــذار"
صفحة 1 من اصل 1
قـصـة حـقـيـقـيـه "إنـــذار"
تروعنا الجنائز مقبلات.....
ونلهو حين تذهب مدبرات
كروعة ثلة لمغار ذئب.....
فلما غاب عادت راتعات
.
يحكي أحد الأشخاص فيقول.....
.
عشت مرحلتي الأولى مع والدي . .
في بيئه صالحه اسمع دعاء أمي وأنا عائد من سهري آخر الليل.
اسمع صوت أبي في صلاته الطويله . . طالما كنت أقف متعجبآ من طولها . . خاصة عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد . .
أتعجب في نفسي وأقول . . ما أصبره . . كل يوم هكذا . . شئ عجيب.
لم أكن أعرف أن هذه هي راحة المؤمن وأن هذه هي صلاة الأخيار . . يهبون من فرشهم لمناجاة ربهم . .
بعد المرحله التي قطعتها في دراستي العسكريه . . ها قد كبرت وكبر معي بعدي عن الله . .
على الرغم من النصائح التي اسمعها وتطرق مسامعي بين الحين والآخر . .
عينت بعد تخرجي في مدينه غير مدينتي وتبعد عنها مسافه بعيده . . ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربه على نفسي . .
انقطع عن مسامعي صوت القرآن . . انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها . . أصبحت أعيش وحيدآ . . بعيدآ عن الجو الأسري الذي عشته من قبل . .
تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعه . . واطراف المدينة للمحافظة على الأمن ومراقبة الطرق ومساعدة المحتاجين . . كان عملي متجددآ وعشت مرتاحآ . . أؤدي عملي بجد وإخلاص . .
ولكني عشت مرحله متلاطمة الأمواج . .
تتقاذفني الحيرة في كل إتجاه . . لكثرة فراغي . . وقلة معارفي .
وبدأت أشعر بالملل . . لم أجد من يعينني على ديني . . بل العكس هو الصحيح . .
من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابين . .
.
ولـــكـــن كـان يـومـآ مـتـمـيـزآ . .
.
في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق . . نتجاذب أطراف الحديث.
فجأه سمعنا صوت ارتطام قوي . .
أدرنا أبصارنا . . فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الإتجاه المقابل . . هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين . .
حادث لا يكاد يوصف . . شخصان في السيارة في حالة خطيره . . أخرجناهما من السيارة . . ووضعناهما ممدين . .
أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية . . الذي وجدناه فارق الحياة . . عدنا للشخصين فإذا هما في حال الإحتضار . .
هب زميلي يلقنهما الشهادة . .
قولوا لا إله إلا الله . . لا إله إلا الله . .
لكن ألسنتهما ارتفعت بالغناء . . أرهبني الموقف . . وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت . . أخذ يعيد عليهما الشهادة . . وقفت منصتآ . . لم أحرك ساكنآ شاخص العينين أنظر . . لم أر في حياتي موقفآ كهذا . . بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة . . أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة . . وهما مستمران في الغناء . .
لا فائده . .
بدأ صوت الغناء يخفت . . شيئآ فشيئآ . . سكت الأول . . وتبعه الثاني . . لا حراك . .
*فارقا الدنيا.
حملناهما إلى السيارة . . وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفه . .
سرنا مسافه قطعها الصمت المطبق . .
قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبآ . وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلاميه . . وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه . .
قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات . .
وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتآ بجوارنا . .
خفت من الموت واتعظت من الحادثة . . وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعه . .
ولـــكـــن نسيت هذا الموقف بالتدريج . .
بدأت أعود إلى ما كنت عليه . . وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما . . ولكن حقيقة أصبحت لا أحب الأغاني . . ولا أتلهف عليها كسابق عهدي . . ولعل ذالك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما . .
.
*من عجائب الأيام . .
.
بعد مدة تزيد على ستة أشهر . . حصل حادث عجيب . . شخص يسير بسيارته سيرآ عاديآ . . وتعطلت سيارته . . في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة . .
ترجل من سيارته . . لإصلاح العطل في أحد العجلات . . عندما وقف خلف سيارته . . لكي ينزل العجلة السليمة . .
جاءت سيارة مسرعة . . وارتطمت به من الخلف . . سقط مصابآ إصابات بالغة . .
حضرت أنا وزميل آخر غير الأول . . وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالإتصال بالمستشفى لإستقباله . .
شاب في مقتبل العمر . . متدين يبدو ذالك من مظهره . .
عندما حملناه سمعناه يهمهم . . ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز مايقول.
ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا . .
سمعنآ صوتآ مميزآ . .
إنه يقرأ القرآن . . وبصوت ندي . . سبحان الله لا تقول هذا مصاب . .
الدم قد غطى ثيابه . . وتكسرت عظامه . . بل هو على ما يبدو على مشارف الموت . .
*استمر يقرأ بصوت جميل . . يرتل القرآن . .
لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . . كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول . . خاصة وأن لي سابق خبرة كما أدعي . .
أنصت أنا وزميلي لسماع ذالك الصوت الرخيم . .
أحسست أن رعشة سرت في جسدي . . وبين أضلعي . .
فجأه . . سكت ذالك الصوت . . التفت إلى الخلف . . فإذا به رافع أصبع السبابة يتشهد . .
ثم انحنى رأسه . .
قفزت إلى الخلف . .
لمست يده . .
قلبه .
أناسه .
لا شئ . .
فارق الحياة . .
نظرت إليه طويلآ . . سقطت دمعة من عيني . . أخفيتها عن زميلي . . ألتفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات . . انطلق زميلو في البكاء . . أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف . . أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرآ .
وصلنا المستشفي . .
أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل . . الكثير تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم . . أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه . .
الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.
اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفي . . كان المتحدث أخوه . . قال عنه . . أنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة فو القرية . . كان يتفقد الأرامل والأيتام . . والمساكين . . كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية . .
وكان يذهب وسيارته مملوئة بالأرز والسكر لتوزيعهما على المحتاجين . .
.
وللقصه بقيه
لضيق المكان
ونلهو حين تذهب مدبرات
كروعة ثلة لمغار ذئب.....
فلما غاب عادت راتعات
.
يحكي أحد الأشخاص فيقول.....
.
عشت مرحلتي الأولى مع والدي . .
في بيئه صالحه اسمع دعاء أمي وأنا عائد من سهري آخر الليل.
اسمع صوت أبي في صلاته الطويله . . طالما كنت أقف متعجبآ من طولها . . خاصة عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد . .
أتعجب في نفسي وأقول . . ما أصبره . . كل يوم هكذا . . شئ عجيب.
لم أكن أعرف أن هذه هي راحة المؤمن وأن هذه هي صلاة الأخيار . . يهبون من فرشهم لمناجاة ربهم . .
بعد المرحله التي قطعتها في دراستي العسكريه . . ها قد كبرت وكبر معي بعدي عن الله . .
على الرغم من النصائح التي اسمعها وتطرق مسامعي بين الحين والآخر . .
عينت بعد تخرجي في مدينه غير مدينتي وتبعد عنها مسافه بعيده . . ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربه على نفسي . .
انقطع عن مسامعي صوت القرآن . . انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها . . أصبحت أعيش وحيدآ . . بعيدآ عن الجو الأسري الذي عشته من قبل . .
تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعه . . واطراف المدينة للمحافظة على الأمن ومراقبة الطرق ومساعدة المحتاجين . . كان عملي متجددآ وعشت مرتاحآ . . أؤدي عملي بجد وإخلاص . .
ولكني عشت مرحله متلاطمة الأمواج . .
تتقاذفني الحيرة في كل إتجاه . . لكثرة فراغي . . وقلة معارفي .
وبدأت أشعر بالملل . . لم أجد من يعينني على ديني . . بل العكس هو الصحيح . .
من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابين . .
.
ولـــكـــن كـان يـومـآ مـتـمـيـزآ . .
.
في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق . . نتجاذب أطراف الحديث.
فجأه سمعنا صوت ارتطام قوي . .
أدرنا أبصارنا . . فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الإتجاه المقابل . . هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين . .
حادث لا يكاد يوصف . . شخصان في السيارة في حالة خطيره . . أخرجناهما من السيارة . . ووضعناهما ممدين . .
أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية . . الذي وجدناه فارق الحياة . . عدنا للشخصين فإذا هما في حال الإحتضار . .
هب زميلي يلقنهما الشهادة . .
قولوا لا إله إلا الله . . لا إله إلا الله . .
لكن ألسنتهما ارتفعت بالغناء . . أرهبني الموقف . . وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت . . أخذ يعيد عليهما الشهادة . . وقفت منصتآ . . لم أحرك ساكنآ شاخص العينين أنظر . . لم أر في حياتي موقفآ كهذا . . بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة . . أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة . . وهما مستمران في الغناء . .
لا فائده . .
بدأ صوت الغناء يخفت . . شيئآ فشيئآ . . سكت الأول . . وتبعه الثاني . . لا حراك . .
*فارقا الدنيا.
حملناهما إلى السيارة . . وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفه . .
سرنا مسافه قطعها الصمت المطبق . .
قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبآ . وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلاميه . . وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه . .
قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات . .
وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتآ بجوارنا . .
خفت من الموت واتعظت من الحادثة . . وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعه . .
ولـــكـــن نسيت هذا الموقف بالتدريج . .
بدأت أعود إلى ما كنت عليه . . وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما . . ولكن حقيقة أصبحت لا أحب الأغاني . . ولا أتلهف عليها كسابق عهدي . . ولعل ذالك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما . .
.
*من عجائب الأيام . .
.
بعد مدة تزيد على ستة أشهر . . حصل حادث عجيب . . شخص يسير بسيارته سيرآ عاديآ . . وتعطلت سيارته . . في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة . .
ترجل من سيارته . . لإصلاح العطل في أحد العجلات . . عندما وقف خلف سيارته . . لكي ينزل العجلة السليمة . .
جاءت سيارة مسرعة . . وارتطمت به من الخلف . . سقط مصابآ إصابات بالغة . .
حضرت أنا وزميل آخر غير الأول . . وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالإتصال بالمستشفى لإستقباله . .
شاب في مقتبل العمر . . متدين يبدو ذالك من مظهره . .
عندما حملناه سمعناه يهمهم . . ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز مايقول.
ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا . .
سمعنآ صوتآ مميزآ . .
إنه يقرأ القرآن . . وبصوت ندي . . سبحان الله لا تقول هذا مصاب . .
الدم قد غطى ثيابه . . وتكسرت عظامه . . بل هو على ما يبدو على مشارف الموت . .
*استمر يقرأ بصوت جميل . . يرتل القرآن . .
لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . . كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول . . خاصة وأن لي سابق خبرة كما أدعي . .
أنصت أنا وزميلي لسماع ذالك الصوت الرخيم . .
أحسست أن رعشة سرت في جسدي . . وبين أضلعي . .
فجأه . . سكت ذالك الصوت . . التفت إلى الخلف . . فإذا به رافع أصبع السبابة يتشهد . .
ثم انحنى رأسه . .
قفزت إلى الخلف . .
لمست يده . .
قلبه .
أناسه .
لا شئ . .
فارق الحياة . .
نظرت إليه طويلآ . . سقطت دمعة من عيني . . أخفيتها عن زميلي . . ألتفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات . . انطلق زميلو في البكاء . . أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف . . أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرآ .
وصلنا المستشفي . .
أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل . . الكثير تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم . . أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه . .
الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه.
اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفي . . كان المتحدث أخوه . . قال عنه . . أنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة فو القرية . . كان يتفقد الأرامل والأيتام . . والمساكين . . كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية . .
وكان يذهب وسيارته مملوئة بالأرز والسكر لتوزيعهما على المحتاجين . .
.
وللقصه بقيه
لضيق المكان
jeje_muslema_masriya- مشرفه قسم نبضات..شاعر
- عدد المساهمات : 195
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
الموقع : إذا الـمـرء لا يـرعـاك إلا تـكـلـفـا ¤ فـدعـه ولا تـكـثـر عـلـيـه الـتـأسـفـا * فـفـي الـنـاس أبـدال وفـي الـتـرك راحـة ¤ وفـي الـقـلـب صـبـر لـلـحـبـيـب ولـو جـفـا * فـمـا كـل مـن تـهـواه يـهـواك قـلـبـه ¤ ولا كـل مـن صـافـيـتـه لـك قـد صـفـا * إذا لـم يـكـن صـفـو الـوداد طـبـيـعـة ¤ فـلا خـيـر فـي خـل يـجـئ تـكـلـفـا * ولا خـيـر فـي خـل يـخـون خـلـيـلـه ¤ ويـلـقـاه مـن بـعـد الـمـودة بـالـجـفـا * ويـنـكـر عـيـشـآ قـد تـقـادم عـهـده ¤ ويـذهـب سـرآ كـان بـالأمـس قـد خـفـا * سـلام عـلـى الـدنـيـا إذا لـم يـكـن بـهـا ¤ صـديـق صـدوق صـادق الـوعـد مـنـصـفـا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى