2_تابع عبدالله بن عمر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
2_تابع عبدالله بن عمر
جوده
كان ابن عمر -رضي الله عنه- من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة ، إذ كان تاجراً أميناً ناجحاً ، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرا ، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط ، إنما كان يرسله على الفقراء والمساكين والسائلين ، فقد رآه ( أيوب بن وائل الراسبي ) وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة ، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفاً ديناً ، فذهب أيوب بن وائل الى أهل بيت عبد الله وسألهم ، فأخبروه إنه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعا ، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره و خرج ، ثم عاد وليست معه ، فسألناه عنها فقال إنه وهبها لفقير )
فخرج ابن وائل يضرب كفا بكف حتى أتى السوق وصاح بالناس يا معشر التجار ، ما تصنعون بالدنيا ، وهذا ابن عمر تأتيه آلاف الدراهم فيوزعها ، ثم يصبح فيستدين علفاً لراحلته !!) كما كان عبد الله بن عمر يلوم أبناءه حين يولمون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقراء ويقول لهم تَدْعون الشِّباع وتَدَعون الجياع )
زهده
أهداه أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلة ناعمة أنيقة وقال له لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان ، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه ، وترتدي هذا الثوب الجميل ) قال له ابن عمر أرِنيه إذن ) ثم لمسه وقال أحرير هذا ؟) قال صاحبه لا ، إنه قطن ) وتملاه عبد الله قليلا ، ثم دفعه بيمينه وهو يقول لا إني أخاف على نفسي ، أخاف أن يجعلني مختالا فخورا ، والله لا يحب كل مختال فخور )
وأهداه يوما صديق وعا مملوءاً ، وسأله ابن عمر ما هذا ؟) قال هذا دواء عظيم جئتك به من العراق ) قال ابن عمر وماذا يُطَبِّب هذا الدواء ؟) قال يهضم الطعام ) فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه يهضم الطعام ؟ إني لم أشبع من طعام قط منذ أربعين عاما )
لقد كان عبد الله -رضي الله عنه- خائفا من أن يقال له يوم القيامة أَذْهَبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) كما كان يقول عن نفسه ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة ولا غرست نخلة منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) ويقول ميمون بن مهران دخلت على ابن عمر ، فقوّمت كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط ، ومن كل شيء فيه ، فما وجدته يساوي مائة درهم )
خوفه
كان إذا ذُكِّر عبد الله بن عمر بالدنيا ومتاعها التي يهرب منها يقول لقد اجتمعت وأصحابي على أمر ، وإني لأخاف إن خالفتهم ألا ألحق بهم ) ثم يخبر الآخرين أنه لم يترك الدنيا عجزا ، فيرفع يديه الى السماء ويقول اللهم إنك تعلم أنه لولا مخافتك لزاحمنا قومنا قريشاً في هذه الدنيا )
قال ابن عمر لقد بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما نكثتُ ولا بدّلتُ إلى يومي هذا ، ولا بايعتُ صاحب فتنة ، ولا أيقظت مؤمناً من مرقده )
الخلافة
عرضت الخلافة على ابن عمر -رضي الله عنه- عدة مرات فلم يقبلها ، فهاهو الحسن -رضي الله عنه- يقول لما قُتِل عثمان بن عفان ، قالوا لعبد الله بن عمر إنك سيد الناس وابن سيد الناس ، فاخرج نبايع لك الناس ) قال إني والله لئن استطعت ، لا يُهْرَاق بسببي مِحْجَمَة من دم ) قالوا لَتَخْرُجَنّ أو لنقتُلك على فراشك ) فأعاد عليهم قوله الأول فأطمعوه وخوفوه فما استقبلوا منه شيئاً )
فقد كان ابن عمر يأبى أن يسعى الى الخلافة إلا إذا بايعه المسلمون جميعا طائعين وليس بالسيف ، فقد لقيه رجلا فقال له ما أحد شر لأمة محمد منك ) قال ابن عمر ولم ؟ فوالله ما سفكت دماءهم ولا فرقت جماعتهم ولا شققت عصاهم ) قال الرجل إنك لو شئت ما اختلف فيك اثنان ) قال ابن عمر ما أحب أنها أتتني ، ورجل يقول : لا ، وآخر يقول : نعم )
واستقر الأمر لمعاوية ومن بعده لابنه يزيد ثم ترك معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدا فيها بعد أيام من توليها ، وكان عبد الله بن عمر شيخا مسناً كبيراً فذهب إليه مروان وقال له هَلُمّ يدك نبايع لك ، فإنك سيد العرب وابن سيدها ) قال له ابن عمر كيف نصنع بأهل المشرق ؟) قال مروان نضربهم حتى يبايعوا ) قال ابن عمر والله ما أحب أنها تكون لي سبعين عاما ، ويقتل بسببي رجل واحد ) فانصرف عنه مروان
موقفه من الفتنة
رفض -رضي الله عنه- استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين علي ومعاوية ، وكان الحياد شعاره ونهجه من قال حيّ على الصلاة أجبته ، ومن قال حيّ على الفلاح أجبته ، ومن قال حيّ على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت : لا ) يقول أبو العالية البراء كنت أمشي يوما خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي فسمعته يقول واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم يقتل بعضهم بعضا يقولون : ياعبد الله بن عمر أَعْطِ يدك ))
وقد سأله نافع يا أبا عبد الرحمن ، أنت ابن عمر ، وأنت صاحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأنت وأنت فما يمنعك من هذا الأمر -يعني نصرة علي- ؟) فأجابه قائلا يمنعني أن الله تعالى حرّم عليّ دم المسلم ، لقد قال عزّ وجل قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ) ولقد فعلنا وقاتلنا المشركين حتى كان الدين لله ، أما اليوم ففيم نُقاتل ؟ لقد قاتلت والأوثان تملأ الحرم من الركن الى الباب ، حتى نضاها الله من أرض العرب ، أفأُقاتل اليوم من يقول : لا إله إلا الله ؟!)
الوصية
ذُكرت الوصية لابن عمر في مرضه فقال ابن عمر -رضي الله عنه- أمّا مالي فالله أعلم ما كنت أفعل فيه ، وأمّا رباعي وأرضي فإنّي لا أحب أن يُشارك ولدي فيها أحد ) ولمّا حضر ابن عمر الموت قال ما آسى على شيءٍ من الدنيا إلا على ثلاث : ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل هذه الفئة التي نزلت بنا ) يعني الحجاج
وفاته
وقد كف بصر عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- آخر عمره ، وفي العام الثالث والسبعين للهجرة توفي -رضي الله عنه- بمكة وهو في الخامسة والثمانين من عمره
كان ابن عمر -رضي الله عنه- من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة ، إذ كان تاجراً أميناً ناجحاً ، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرا ، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط ، إنما كان يرسله على الفقراء والمساكين والسائلين ، فقد رآه ( أيوب بن وائل الراسبي ) وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة ، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفاً ديناً ، فذهب أيوب بن وائل الى أهل بيت عبد الله وسألهم ، فأخبروه إنه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعا ، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره و خرج ، ثم عاد وليست معه ، فسألناه عنها فقال إنه وهبها لفقير )
فخرج ابن وائل يضرب كفا بكف حتى أتى السوق وصاح بالناس يا معشر التجار ، ما تصنعون بالدنيا ، وهذا ابن عمر تأتيه آلاف الدراهم فيوزعها ، ثم يصبح فيستدين علفاً لراحلته !!) كما كان عبد الله بن عمر يلوم أبناءه حين يولمون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقراء ويقول لهم تَدْعون الشِّباع وتَدَعون الجياع )
زهده
أهداه أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلة ناعمة أنيقة وقال له لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان ، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه ، وترتدي هذا الثوب الجميل ) قال له ابن عمر أرِنيه إذن ) ثم لمسه وقال أحرير هذا ؟) قال صاحبه لا ، إنه قطن ) وتملاه عبد الله قليلا ، ثم دفعه بيمينه وهو يقول لا إني أخاف على نفسي ، أخاف أن يجعلني مختالا فخورا ، والله لا يحب كل مختال فخور )
وأهداه يوما صديق وعا مملوءاً ، وسأله ابن عمر ما هذا ؟) قال هذا دواء عظيم جئتك به من العراق ) قال ابن عمر وماذا يُطَبِّب هذا الدواء ؟) قال يهضم الطعام ) فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه يهضم الطعام ؟ إني لم أشبع من طعام قط منذ أربعين عاما )
لقد كان عبد الله -رضي الله عنه- خائفا من أن يقال له يوم القيامة أَذْهَبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) كما كان يقول عن نفسه ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة ولا غرست نخلة منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) ويقول ميمون بن مهران دخلت على ابن عمر ، فقوّمت كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط ، ومن كل شيء فيه ، فما وجدته يساوي مائة درهم )
خوفه
كان إذا ذُكِّر عبد الله بن عمر بالدنيا ومتاعها التي يهرب منها يقول لقد اجتمعت وأصحابي على أمر ، وإني لأخاف إن خالفتهم ألا ألحق بهم ) ثم يخبر الآخرين أنه لم يترك الدنيا عجزا ، فيرفع يديه الى السماء ويقول اللهم إنك تعلم أنه لولا مخافتك لزاحمنا قومنا قريشاً في هذه الدنيا )
قال ابن عمر لقد بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما نكثتُ ولا بدّلتُ إلى يومي هذا ، ولا بايعتُ صاحب فتنة ، ولا أيقظت مؤمناً من مرقده )
الخلافة
عرضت الخلافة على ابن عمر -رضي الله عنه- عدة مرات فلم يقبلها ، فهاهو الحسن -رضي الله عنه- يقول لما قُتِل عثمان بن عفان ، قالوا لعبد الله بن عمر إنك سيد الناس وابن سيد الناس ، فاخرج نبايع لك الناس ) قال إني والله لئن استطعت ، لا يُهْرَاق بسببي مِحْجَمَة من دم ) قالوا لَتَخْرُجَنّ أو لنقتُلك على فراشك ) فأعاد عليهم قوله الأول فأطمعوه وخوفوه فما استقبلوا منه شيئاً )
فقد كان ابن عمر يأبى أن يسعى الى الخلافة إلا إذا بايعه المسلمون جميعا طائعين وليس بالسيف ، فقد لقيه رجلا فقال له ما أحد شر لأمة محمد منك ) قال ابن عمر ولم ؟ فوالله ما سفكت دماءهم ولا فرقت جماعتهم ولا شققت عصاهم ) قال الرجل إنك لو شئت ما اختلف فيك اثنان ) قال ابن عمر ما أحب أنها أتتني ، ورجل يقول : لا ، وآخر يقول : نعم )
واستقر الأمر لمعاوية ومن بعده لابنه يزيد ثم ترك معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدا فيها بعد أيام من توليها ، وكان عبد الله بن عمر شيخا مسناً كبيراً فذهب إليه مروان وقال له هَلُمّ يدك نبايع لك ، فإنك سيد العرب وابن سيدها ) قال له ابن عمر كيف نصنع بأهل المشرق ؟) قال مروان نضربهم حتى يبايعوا ) قال ابن عمر والله ما أحب أنها تكون لي سبعين عاما ، ويقتل بسببي رجل واحد ) فانصرف عنه مروان
موقفه من الفتنة
رفض -رضي الله عنه- استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين علي ومعاوية ، وكان الحياد شعاره ونهجه من قال حيّ على الصلاة أجبته ، ومن قال حيّ على الفلاح أجبته ، ومن قال حيّ على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت : لا ) يقول أبو العالية البراء كنت أمشي يوما خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي فسمعته يقول واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم يقتل بعضهم بعضا يقولون : ياعبد الله بن عمر أَعْطِ يدك ))
وقد سأله نافع يا أبا عبد الرحمن ، أنت ابن عمر ، وأنت صاحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأنت وأنت فما يمنعك من هذا الأمر -يعني نصرة علي- ؟) فأجابه قائلا يمنعني أن الله تعالى حرّم عليّ دم المسلم ، لقد قال عزّ وجل قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ) ولقد فعلنا وقاتلنا المشركين حتى كان الدين لله ، أما اليوم ففيم نُقاتل ؟ لقد قاتلت والأوثان تملأ الحرم من الركن الى الباب ، حتى نضاها الله من أرض العرب ، أفأُقاتل اليوم من يقول : لا إله إلا الله ؟!)
الوصية
ذُكرت الوصية لابن عمر في مرضه فقال ابن عمر -رضي الله عنه- أمّا مالي فالله أعلم ما كنت أفعل فيه ، وأمّا رباعي وأرضي فإنّي لا أحب أن يُشارك ولدي فيها أحد ) ولمّا حضر ابن عمر الموت قال ما آسى على شيءٍ من الدنيا إلا على ثلاث : ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل هذه الفئة التي نزلت بنا ) يعني الحجاج
وفاته
وقد كف بصر عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- آخر عمره ، وفي العام الثالث والسبعين للهجرة توفي -رضي الله عنه- بمكة وهو في الخامسة والثمانين من عمره
المهند_سيف لأجل الحق- مشرف عام
- عدد المساهمات : 521
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
العمر : 35
رد: 2_تابع عبدالله بن عمر
بارك الله فيك مهند...
وإلى الأمام
وإلى الأمام
*/*تحكمني قناعاتي*/*- عضو
- عدد المساهمات : 95
تاريخ التسجيل : 28/09/2011
الموقع : السعودية فديت ترابها
مواضيع مماثلة
» عبدالله بن زيد بن ثعلبه
» عبدالله بن عمر رضي الله عنه
» عبدالله بن سلام رضي الله عنه
» نرحب ب..مصطفي عبدالله..عضوآ جديدآ
» نرحب ب ..ابو عبدالله..عضوا جديدا.. فمرحبا به
» عبدالله بن عمر رضي الله عنه
» عبدالله بن سلام رضي الله عنه
» نرحب ب..مصطفي عبدالله..عضوآ جديدآ
» نرحب ب ..ابو عبدالله..عضوا جديدا.. فمرحبا به
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى