مظاهر الانحراف في االعقيده الشيعية
صفحة 1 من اصل 1
مظاهر الانحراف في االعقيده الشيعية
مظاهر الانحراف في االعقيده الشيعية
تمهيد: حقيقة توحيد العبادة ومعنى العبودية.
إن توحيد العبادة هو قُطب رحى القرآن الثابت، فالقرآن الكريم يدعو الذين ضلوا عن الطريق وعطشوا في مفاورالشرك وعبادة الأوثان إلى (كوثر التوحيد)
ويحمل الذين سقطوا في بئر الوثنية إلى النجاة بطريقه القويم لذلك يجب الإيمان بحقائق القرآن وأن ما فيه ضرورة من ضروريات الإسلام، وأنه حق لا يأتيه الباطل، وأنه صدق كله لا يتطرق إليه الكذب، وأنه يشتمل على الهداية، وأنه العروة الوثقى قال تعالي
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت،
وان الله قد الزم نفسه بحفظه من التحريف قال تعالي
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر
ولا يتم الإسلام إلاّ بالإيمان بهذا الأصل
وأن الهدف من بعث الأنبياء والرسل دعوة الناس إلى عبادة الله وحده، دون سواه، لأن عامه البشر يعتقدون بفطرتهم أن للعالم خالق يعبدونه ويدعونه ولا يخرجون عن هذه الفطرة
, أتوا ليعيدوا الفطرة الأُولى وهي توحيد الخالق بجميع أنواع العبادة، وكل نبيّ لما جاء دعا قومه إلى شيء واضح وهو الوارد في قوله:
(يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) الاعراف
وقوله وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) الذاريات
وقوله (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل
وقوله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُالاسراء والايات كثيره .
ففي هذه الآيات كلها إثبات معنى لا إله إلا الله والدعوة إلى عبادته سبحانه وتعالى، وأن علينا أن نعلم أن معنى لا إله إلا الله إفرادهُ تعالى بالعبودية والألوهية ونفيها عن غيره تعالى والتبرئ من عبادة غيره فتوحيد الربوبية: هو الإقرار والاعتراف بأن الله خالق لجميع الموجودات قاهر العالم أجمعه. وكان المشركون يقرون بهذا القسم من التوحيد
كما قال الله تعالى في كتابه المجيد عن قول المشركين
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25) لقمان .
وهم مقرون أيضاً بأن الله تعالى هو الرازق المحيي المميت ومدبر السماوات والأرض،
كما قال تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ 31
فكل مشرك مقر بأنّ الله تعالى هو الخالق له ولجميع الموجودات، وهكذا يُقّر أن الله رازقه ومحييه ومميته. وبناءً على هذا كان الأنبياء والرسل يأتون بالدلائل على ضد قول المشركين وأما توحيد الألوهية والعبادة فهو إثبات العبادة بأنواعها لله وحده فقط،
وهذا النوع من التوحيد هو الذي وقع فيه شرك غالب البشر, يقول الزمخشري في الكشاف: (العبادة هي غاية الخضوع والتذلل وإظهار العجز والذل لرب العالمين).
ويقول محققو السلف: (العبادة هي غاية الحب مع شدَّة الخضوع وغاية التذلل والانقياد لله تعالى) اي ان العبادة والعبودية هي أن يجتمع في القلب غاية الحبّ ومنتهى الذل والخضوع للرب، وأن يؤمن الإنسان بأن للمعبود الحقيقي سلطةً غيبية وحكماً نافذاً فوق الأسباب،وأنه بهذه السلطة والقدرة الكاملة قادر على النفع والضر، وقادر على خلق الأسباب وتغييرها، بل هو مسبب الأسباب، وميسّر الصعاب،
وأنه المحيي المميت والرازق، وأنه الشافي الكافي، وأنه مغيث المستغيثين، وأرحم الراحمين. وعلى هذا فإن كل دعاء وثناء يكون مصحوباً بهذا الاعتقاد السابق فإنه عبادة.
وخلاصة القول: أن الحب والذلّ هو حقيقة العبادة. ومن خلال ما سبق نعرف أن الله هو المسبب وأنه فوق السبب وصاحب القدرة الكاملة
قال تعالي أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)
وكلمه لا إله إلا الله هي رأس العبادة، وأساس التوحيد، ولما قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمشركين قولوا لا إله إلا الله تفلحوا كان المشركون من أهل اللغة، فلما سمعوا هذه الكلمة وعلموا أنهم إذا قبلوا هذا الكلام فيلزمهم أن يتبرؤوا من كل معبود من دون الله وأن لا يخضعوا أو يتذللوا لغير الله وأن لا يسألوا الحاجات من غير الله،
وعندها ارتفعت أصواتهم قائلين: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) ص .
ولهذا السبب قال المشركون: قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا الاعراف
فهم لم ينكروا عبادة الله بوجه من الوجوه، بل كانوا يعتقدون أنه جدير بالعبادة، ولكنهم كانوا يعتقدون بالشريك له في ذلك،
يقول الله تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
وأمر اللهُ العبادَ أن يقولوا: (إياك نعبد وإياك نستعين)فاتحه الكتاب )، وبهذا نعلم أن من يستعين بغير الله فهو مشرك بلا شك. ولا يتحقق إفراد الله تعالى في العبادة إلا إذا أخلص العباد الدعاء وكل أشكال العبودية لله تعالى وحده، بحيث لا يدعو العباد في الشدة والرخاء إلا الله وحده،
ولا يلتجئون إلا إليه، ولا ينحرون ولا ينذرون ولا يُضحّون إلا لله وحده،
فينبغي أن تكون جميع أنواع العبادات من الركوع والسجود والقيام تذللاً والطواف وغيره لذات الحق الدائم سبحانه فقط. وكل من يقدم شيئاً من هذه الأعمال لمخلوقٍ حي أو ميت، صنم أو ملك، أو جن أو حجر أو شجر أو قبر أو غيرها فهو مشرك.
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قال ربي أنا أغنى الشركاء عن الشرك، لا يقبل الله عملاً شورك فيه غيره، ولا يؤمن به من عبد معه غيره) وعليه فإن الذي يعبد غير الله لا ينفعه اعترافه بوجود الله، لأنه قد ساوى بين المخلوق والخالق في الحب والعبادة وغيره،
كما يقول الله تعالى عن قول المشركين : (قالوا تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسوّيكم برب العالمين)(26/98)
فيذكر الله تعالى أن المشركين ما كانوا يسوون الرب بالخلق من جميع الجهات, ولم يعتقدوا أن الأصنام خالقة للعالم، بل عبدوها فقط، وجعلوها شفعاء، وسجدوا ونذروا ونحروا لها، وطلبوا منها الشفاعة والبركة،
يقول الله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)) بوسف والمراد بهم في هذه الآية مشركو مكة،
حيث قالوا: ربنا الله، وقالوا: الملائكة بنات الله، ويدخل في الآية اليهود الذين زعموا أن عزيراً ابن الله، والنصارى الذين قالوا آمنا وجعلوا المسيح ابن الله.
والان قد انتشر بين كثيرٍ من المسلمين والشيعه بشكل واضح، فعبادة القبور، وعبادة الأحجار، وعبادة الأشجار، وعبادة الشيوخ، والتبرك ببعض الأحجار، وغيرها الكثير من مظاهر الخلل في التوحيد.
والشرك الأكبر هو أن يعبد مخلوقٌ مخلوقاً, والشرك الأصغر هو وصف غير الله بصفات الله تعالى، مثل أن يعتقد أن غير الله يكون شافياً أو رازقاً أو أن يتصور بأنَّ غير الله تعالى قد يدفع البلاء، أو يرفع الضراء.
وأما الشرك الأكبر فكما مر آنفاً: أن الاعتقاد بوجود شريك في عبادة الله ويُحب ذلك المعبود الباطل مثل المعبود الحق أو أشد وهذا عبارة عن تسوية الخلق برب العالمين. كما يخاطب المشركون يوم القيامة في نار جهنم معبوداتهم الباطلة:
تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)الشعراء.
مع أن أولئك المشركين كانوا يعترفون بأن خالق العالم هو الله تعالى، ويقرون بأن معبوداتهم لا يرزقون ولا يُحيون ولا يُميتون. فما المراد بالتسوية في الآية؟
المقصود بتسوية معبوديهم بالله رب العالمين هو التسوية في الحب والتعظيم والعبادة كما أن المشركين يحبون معبوداتهم كحب الله.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ البقره
يصرح الله تعالى في هذه الآية أن المشركين يحبون معبوداتهم الباطلة مثل حب الله ويفرحون بذكر معبوداتهم أكثر من فرحهم بذكر الله بل يشمئزون عند ذكر الله تعالى
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر
كما أنهم إذا صدرت من الموحد إهانة ولو خفيفة لآلهتهم الباطلة، وتنقصٌ لمشايخهم وأوليائهم من دون الله يهجمون عليه كالكلاب يريدون أن يقتلوا ذلك الموحد،
لكن إذا أُهينت حرمات الله أو غُيرت الأحكام فلا يتحركون، لاسيما إذا كان المنتهك للدين أو المغيّر لسنة خير المرسلين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ممن يرجون منه شيئاً من المال والجاه
يا للعجب!
لو قلت للشيعي إن الأولياء من دون الله لا يقضون الحاجات، وأنهم ليسوا أبواباً للحوائج وحصول الشفاء، وبيّنت لهم أن الله هو قاضي الحاجات، وقابل التوب، وغافر الذنب، وهو النافع وهو الضار، وهو القادر، وأنه لا ينبغي أن تطلب الحاجات من البشر،في هذه الحالة سيشقون الجيوب، وسيصرخ المخادعون والمتاجرون بالدين، وسيزخرفون للجهال شبهاتهم ومبرراتهم الشركية
،
تماماً كما كان يخترع الكهان ورؤساء المشركين الشبهات والمبررات، وإذا كانت توجيهات الماكرين مسلّم بها عند جهّال الناس فإن هذا يغلق الباب أمام الفلاح الذي أتى به القرآن،
والواقعين في الشرك يزيد عددهم يوماً بعد يوم (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون)(15/2)
وإذا قلت بأن (الامام ) لا يشفي الأعمى واكل التربه لا ينفع ،فالعجب كل العجب أنهم سيقولون: نعم نعلم أنهم لا يستقلون بفعل ذلك ولكنهم شفعاء ووسائط عند الله،
وهذا الجواب هو جواب المشركون لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)(10/20)،
والله تعالى يرد هذا الجواب يقوله:
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون)(39/2)،
ويقول تعالى في مقام آخر: (مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)(29/40)
،
(أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً)(18/102).
إلهي ومولاي.. قد صار الشرك يقع باسم التوحيد!!
ويرتكب أكثر الناس الأعمال الشركية باسم التوحيد!!
عكسوا الأسماء, فبدّلوا الموت بالحياة..
فاهدنا وإياهم إلى الصراط المستقيم.
وفي الحقيقة؛ ثمة مشكلة عجيبة، وهي أننا نجزم بأن ذنوب هؤلاء الجهلة سيحاسب عليها أولئك المعممين الماكرون الذي ينشرون الشركيات بين الناس ويسترزقون من وراء ذلك..
وقد صدق قول سيدنا علي في وصفهم فقال:
«وَ آخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً ولَيْسَ بِهِ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلالٍ وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ»
.نهج البلاغة، خطبة (87).
ومن جهة أخرى يجب أن نعلم أن هؤلاء يجارون الناس في جهلهم خرافاتهم فهم يتْبَعون الناس من جهة، والناس يتبعونهم من جهة أخرى، وتوضيح ذلك أنهم يعلمون أن الناس ليس لديهم قدرة على معرفة الفرق بين الغث والسمين،
والناس يتصورون أن هؤلاء المعممين المنحرفين على جادة التوحيد والدين،
فلهذا يتبعونهم اتباعاً تاماً، ولكن حينما يرد التابع والمتبوع إلى جهنم، يخسر هؤلاء وهؤلاء ..
(يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً)(37/67-68-69)،
ولو كانوا مؤمنين بالله والرسول في الحقيقة، وكانوا يخافون من يوم القيامة لكفتهم هذه الآية لوحدها! ولكن مع الأسف (إنهم عن السمع لمعزولون)(26/213)
من انواع الشرك التي انتشرت في المجتمع الشيعي اتخاذ الحلقة أو الخاتم أو الحبل أو أمثالها لرفع المصيبة ودفعها والتبرك بالشجر والحجر ونحوهما والذبح والنحر لغير الله والنذر لغير اللهوالتبرك بالقبور والمقامات للصالحين والائمه والدعاء والاستغاثة بغير الله
1- الخرافات الوافرة في زيارات القبور
إنه مما لا شك فيه أن التردد والسفر لزيارات الأضرحة والمشاهد – بالصورة والمراسم التي تتم فيها اليوم - لا أساس لها في دين الإسلام المقدس، وهي قطعاً ليست من أحكام
«ما أُنْزِلَ به الكتابُ وأُرْسِلَ به الرسولُ»،
و لم يأتِ أيُّ نبيٍّ في شريعته بأحكامٍ حول زيارات المزارات والمشاهد، كما أنه لم يشرع في أي دين من الأديان الإلهية الحقَّة عبادةٌ باسم زيارات العتبات.والاضرحه والمقامات واذكرك ايها الشيعي بما جاء في كتبك وسنكتفي بثلاث احاديث منها :-
1- في كتاب وسائل الشيعة (ج18:ص78) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَا وَافَقَ كِتَابَ الله فَخُذُوهُ وَمَا خالَفَ كِتَابَ الله فَدَعُوهُ».
2- وفي الصفحة ذاتها من وسائل الشيعة نقلاً عن كتاب الكافي بسنده عن الإمام الصادقعليه السلام قال: «مَا لَمْ يُوَافِلله تعالى يعتبر الذين يدعون غيره مشركين، وفيما يلي بعض الآيات التي تدل على هذا الأمر:
- ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لله فَلا تَدْعُوا مَعَ الله أَحَدًا * وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ الله يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا * قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا قُ مِنَ الحديثِ القرآنَ فَهُوَ زُخْرُفٌ»
3- - وفي أصول الكافي (ج1: ص96) عن الإمام الرضا عليه السلام قال: «إذا كانت الرواياتُ مُخالِفَةً للقرآن كذَّبتُها».
ماذا يقول القرآن الكريم حول الاستمداد من غير الله؟
4- ((أن لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا)) [الجن:18-20].
- ((إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ الله عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) [الأعراف:194].
((وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)) [فاطر:13-14].
- ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ الله مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ)) [الأحقاف:5-6].
وخلاصة الكلام لا بد أن يكون دين الإمام والمأموم ودين النبيِّ ودين الأمّة واحداً.
مهما كان للأئمّة والأولياء مقام عظيم عند الله فإنهم لم يكونوا يَدْعُونَ إلا الله،
فعلى أتباعهم أيضاً ألا يَدْعُوا إلا الله كذلك وألا يشركوا بالله، لأن جميع الأنبياء والأئمّة مخلوقين ولا علم لهم بالدنيا بعد رحيلهم عنها ولا يعلمون أيّان يبعثون ومتى يحشرون.
وتدل آيات القرآن على أن الأنبياء ورسل الله لا اطّلاع لهم بعد موتهم على الدنيا ولو اطّلعوا على الدنيا ومصائب أهل الدنيا ومعاناتهم لحزنوا وكربوا في حين
أن الله تعالى يخبرنا أنهم في «دار السلام»،
وأنهم ((لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) (يونس: 62)
و قد أخبر الله تعالى رسوله الكريم فقال: ((فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)) [الروم:52] (الروم: ٥٢، ومثلها في النمل: ٨٠).
لكن غلاه الشيعه للرواة المفترين الذين قاموا بوضع الأحاديث واختلاق أدعية الزيارات التي وضعوا فيها جمل مخالفة للقرآن من قبيل: «أشهد أنك تسمع كلامي وترى مقامي»، والعجب كيف اتخذ الناسُ القرآنَ مهجوراً وأقبلوا على تلك الزيارات المتضمنة لعبارات مخالفة للقرآن وضعها الغلاة.
والان ماذا قال سيدنا علي حال الاموات ومفارقتهم لعالم الدنيا وانقطاع صلتهم بالأحياء
كلامُ أمير المؤمنين عليه السلام يفيد أن عالم ما بعد الموت خال من حركات الحياة ومقام تنقطع فيه الصلة والارتباطات بالدنيا فلا يعلم الراحل عن الدنيا أي شيء عما يجري فيها.
كلال الإمام عليه السلام: «تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ الْوِلْدَانِ وحَشَدَةُ الإخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ ومُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ»([2])، نهج البلاغة، الخطبة 83.
وقال: «فَهُمْ جِيرَةٌ لا يُجِيبُونَ دَاعِياً ولا يَمْنَعُونَ ضَيْماً ولا يُبَالُونَ مَنْدَبَةً إِنْ جِيدُوا لَمْ يَفْرَحُوا وإِنْ قُحِطُوا لَمْ يَقْنَطُوا جَمِيعٌ وهُمْ آحَادٌ وجِيرَةٌ وهُمْ أَبْعَادٌ مُتَدَانُونَ لا يَتَزَاوَرُونَ»([3])! نهج البلاغة، الخطبة 111.
وقال لأبنائه وسائر من حوله وهو يحتضر على فراش الموت: «أَنَا بِالأمْسِ صَاحِبُكُمْ وأَنَا الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ وغَداً مُفَارِقُكُمْ»([4]). نهج البلاغة، الخطبة 149.
يبدو أن مدعي التشيّع لا يقبلون كلام الإمام بل يعتبرونه حاضراً لديهم وحاضراً بشكل خاص في حرمه لذا يذهبون إلى لقائه من وقت إلى آخر!
وقال: «وأَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ أَجْدَاثاً وأَمْوَالُـهُمْ مِيرَاثاً لا يَعْرِفُونَ مَنْ أَتَاهُمْ ولا يَحْفِلُونَ مَنْ بَكَاهُمْ ولا يُجِيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ».نهج البلاغة، الخطبة 230.
وقف أمير المؤمنين (ع) يتأوَّه أمام قبر الزهراء عليها السلام وقال:
ما لي وقفت على القبور مسلِّماً
قبر الحبيب فلم يَرُدَّ جوابي
أحبيبٌ ما لك لا تردُّ جوابَنا
أنسيت بعدي خُلَّةَ الأحباب؟
( المجلسي، بحار الأنوار، ج47، ص 217. ونسبه إلى الديوان المنسوب إلى الإمام عليٍّ (ع))
هذا ما يقوله الإمام عليه السلام فكيف يتوقّع مُدَّعُو التشيُّع لهُ الإجابةَ من الإمام أو ابنه أو حفيده لمن وقف أمام قبره وقال: «أشهد أنك تسمع كلامي وتشهد مقامي... وتردّ جوابي؟!».
وقد نقل الرواة([7]) أن «جابر بن عبد الله الأنصاري» ذهب بعد أربعين يوم من شهادة الحسين إلى زيارة قبره فسلّم عليه قائلاً: يا حسين ثلاث مرات ثم قال: حبيبٌ لا يجيبُ حبيبَه. ثم قال: وأنَّى لك
بالجواب وقد شَحَطَتْ أوداجُك على أثباجك([8]) ، وفُرِّقَ بين بدنك ورأسك! فأشهد أنك ابن النبيين، وابن سيد المؤمنين، وابن حليف التقوى، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، وابن سيد النقباء، وابن فاطمة سيدة النساء.. الخ.
أفلم يكن لـ «جابر» رضي الله عنه من العلم ما لمدعي التشيع في زماننا حتى يقول أن الإمام الحسين عليه السلام لا يجيبه.
هل ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام أن الزهراء عليها السلام لا تردُّ جوابه صحيح أم لا؟ نحن نقول إنه صحيح.
و إذا رجع شخصٌ إلى أدعية الأئمَّة عليهم السلام المروية عنهم في «الصحيفة السجَّاديَّة» و«الصحيفة العلويَّة»
وهي كتب أدعية أصيلة قويمة لا نكاد نجد فيها أيَّة عبارة تخالف القرآن،
فإنه سيستغرب عندما يرى أن الأئمَّة الأطهار عليهم السلام يصرِّحون بعدم علمهم بأحوال أنفسهم يوم القيامة
وأنَّهم أنفسهم خائفون جداً من ذلك اليوم ويطلبون من الله دوماً السلامة والنجاة فيه، كما سيلاحظ من الجهة الأخرى أن أدعية الأئمة عليهم السلام تلك ساكتةٌ تماماً عن موضوع حياتهم في القبر أو عالم البرزخ أو عن اطَّلاعهم على أحوال الدنيا وليس فيها أيَّة إشارة إلى ذلك الأمر.
اذن هذه الامور هو من الرواة الكذَّابين الذين قاموا بوضع الزيارات دون أن يكون لهم أيُّ معرفة بالقرآن ولا أيُّ اطلاعٍ على كلمات الأئمة عليهم السلام.
ما الذي يتصوره الذين يحضرون عند قبور أولياء الدين وينتظرون منهم الشفاعة وتلبية الحوائج؟؟؟؟؟؟
هل يتصورون أن أولياء الله يعودون في كل لحظة وفي كل ساعة من عالم البقاء إلى عالم الفناء ليصغوا إلى طلبات زوّارهم؟
إن مثل هذا التصور لا يعدو وهماً محضاً وجهلاً، لأن كل من رحل عن هذا العالم الفاني لا يعود إليه، لاسيما أولياء الله وعظماء الدين الذين خرجت الدنيا من قلوبهم وكانوا مقبلين بكليتهم على الله ولم يكونوا يعيرون متاع الدنيا اهتماماً:
((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * ((لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:99-100].
بناء على هذه الآية لا يمكن لأرواح الأنبياء والأولياء أن يعودوا في كل لحظة إلى عالم الدنيا بناء على رغبة هذا أو ذاك، وليسوا مطيعين لأمر أحد من الناس في ذلك.
وإذا ادَّعى بعض الناس أنهم قادرون على إحضار الأرواح:
فنقول أولاً: إنهم كاذبون في دعواهم،
وثانياً إنهم لا يملكون السيطرة على أرواح الأنبياء والأولياء لأن أرواحهم أقوى من أن تكون خاضعةً لإرادة أصحاب هذه الدعوى التي يتَّخذونها تجارة يتكسَّبون من ورائها،
إنهم يظنون أن الإسلام معناه التزلّف إلى الرسول والإمام، فهل يخدعون الله بذلك أم يخدعون أنفسهم؟ وهل يظنون أن الإمام حاضر ويرضى بهذه البدع؟
هل من المعقول أن يأمر الإمام -(الذي كان أثناء حياته مبغضاً لمن يتملّقه ويبالغ في مدحه)-
الناس أن يأتوا إلى قبره ليقفوا بخشوع أمامه ويقرؤوا صفحات من التمجيد والإطراء المغالي؟!
حتى يقوم الذين يدَّعون التشيّع له، بعد ألف سنة من رحيله، بصرف الأموال والإغراق في المدائح المغالية والإطراءات المبالغة [التي تصبغ عليه صفات الله]
ويخترعون القصائد الشعرية [المليئة بالغلوّ] التي لا سند لها ظناً منهم أن الإمام يُسرّ من مدائحهم تلك وإطراءاتهم؟!
أجل، قام جماعة من الكذَّابين المفسدين الغلاة بوضع الأحاديث ونشر البدع لأجل تضعيف الإسلام وزعزعة أعمدة الشرع والاستهزاء بقوانين الله عزَّ وجلَّ، كي يغترّ الذين يحسبون حساباً للقيامة وعذاب الآخرة فينشغلوا بهذه الأعمال التي لا طائل تحتها ويتصوروا أنها ستنجيهم من العذاب يوم الحساب،
ويتجرَّؤُون على المعاصي ولا يجدون حاجة إلى تعلّم حقائق الدين الإلهي وبذل الأنفس والأموال في سبيل الله بل يَقْنَعون بتلك الأعمال التي لا تعدو تملّقاً وتزلّفاً ولا ينتج عنها سوى التخلّف والانحطاط ويأملون مع ذلك أن ينهض الأئمة وذراريهم ليشفعوا لهم يوم القيامة ويدافعوا عنهم.
لقد أرادوا بمثل تلك الأحاديث الموضوعة أن يقلِّلوا من أهميّة الحجّ وعظمته الذي هو وسيلة لتواصل المسلمين وارتباط بعضهم ببعض، ويجعلوا زيارة قبر أو إقامة مأتم أهم من جميع السنن الشرعية
والان السؤال ماهي الأحاديث المتعلِّقة ببناء القبور وتجديدها وما سندها وماذا قال سيدنا علي فيها وماهي سنه رسول الله حولها
وهو اللقاء القادم ان شاء الله
واسال الله العلي القدير ان يوفقنا جميعا لخدمه شرعه والدفاع عن رسوله وآل البيت الطاهرين والصحابه الكرام وان يجزي خير الجزاء كل من كتب في هذا المجال واستفدت منه في موضوعي ومن نصحني بكتابه هذه المواضيع ووضعها في المنتدي.
فان أصبت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وأسأل الله الإخلاص والتوفيق
اللهم اغننا بالعلم وزينا بالحلم وأكرمنا بالتقوي وجملنا بالعافيه
والحمد لله رب العالمين
( [2])نهج البلاغة، الخطبة 83.
( [3]) نهج البلاغة، الخطبة 111.
( [4]) نهج البلاغة، الخطبة 149.
( [5]) نهج البلاغة، الخطبة 230.
( [7]) المجلسي، بحار الأنوار، ج 65/ ص 130، وج 98 /ص 195 - 197، ناقلاً عن كتاب «بشارة المصطفى لشيعة المرتضى» لعماد الدين الطبري (525هـ)، وهو موجود فيه في ص 74 من طبعة النجف الأشرف الثانية سنة 1383هـ للكتاب.
( [8]) أوداجك: جمع وديج وهو وريد العنق، وشحطت أوداجك أي تقطعت عروق عنقك وتدفَّقت الدماء منها. وأثباجك: جمع ثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر
???????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى