(( العـرش والقــــلوب ))
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
(( العـرش والقــــلوب ))
(( العـرش والقــــلوب ))
عرش الله جل وعلا تحمله الملائكة وهو أعلى الموجودات وأعظمها قدرا وأطهرها ذاتاً ، ولذلك صلح أن يستوي الله عز وجل عليه استواء يليــــق بجلاله وعظمته ، مع يقيننــا أن الله مستغنٍ عن العرش وعن غير العرش لكنه قال سبحانه وهـو أصدق القائلـين : (( الْرَّحْمَــنُ عَلَى الْعَــرْشِ اْسْتَــوَى )) .
وأخبر سبحانه أن هذا العرش العظـيم هو ربـه جل وعلا فقال سبحانه : (( قُلْ مَنْ رَبُّ الْسَّمَـوَاتِ الْسَبْـعِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِــيم )) وقال جل ذكره : (( الله لاَ إِلَـهَ إلا هُـو رَبُّ الْعَــرْشِ الْعَظِــيم )) وقال سبحانه : (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 0 ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيــد )).
يحمـله ثمانية من الملائكــة. وإما أن يكونوا ثمانية صفوف منهم.
قال فريق من العلماء : " إن أربعة من أولئك الملائكة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمد بعـد علمـك. وأربعـة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمـد على عفـوك بعــد قدرتك ".الرابط بين العرش والقلوب :
قال ابن القيم رحمه الله : " إن العرش لما طهُر صلُح لأن يستوي الله جل وعلا عليه وخلق الله القلوب فالقلب إذا طهُر صلــح أن يملأ بمحبـة الله جل وعلا ومعرفتـه وإرادتـه. وأقرب القلوب من العرش ومن الله جل وعلا أكملها طهــارة و أعظمهــا نقـاء ، وأبعـد القلوب عن الله تعالى القلوب القاسية (( فَوَيْلٌ لِلقَاسِيَة قُلُوبُهــم مِنْ ذِكـْــر الله)) ".
والقلب القاسي :
قال العلماء : " إنه ما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تبارك وتعالى قلبه قاسيا ".
وقالوا :
" إنه إذا هبّ نسيم الشوق إلى الله جل و علا أذهب ما في القلوب من التعلق بالدنيـا وزخرفهـا ".
وهذه القلوب التي جعلهــا الله آنيـة أخبر صلى الله عليه وسلم أن لله آنية من أهل الأرض وآنيـة الله من أهل الأرض قلوب عباده الصالحـين التي ملأهـا من محبتـه وطاعته ومعرفته جل و علا. وحتى يكون الأمــر أوضح : فإن الفؤاد هـو عمق الدائرة النفسية كما يقول علمــاء النفس وهــذا لـه شاهــد من القرآن فإنه ينبغي عليك أن تتذكــر كل آنٍ و حين أن الله جل و علا خلق النـار ليذيــب بهــا القــلوب القاسيــة قال سبحانه : (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 0 نَارُ اللهِ الْمُوقَــدَةُ 0 الْتِي تَطَّـلِعُ عَلى الأَفْئـِدةِ 0 إِنـَّهـا عَلَيهِــمْ مُؤْصَـدَة 0 فَي عَمَــدٍ مُـمَدَّدَة )). كيـــف يعرف الإنسـان أن قلبه لين ؟
يعــــرفه بطريقــــين :
الأمـر الأول : إجلال العبد لله جل وعلا.
الأمر الثاني : متابعة سنة محمد صلى الله عليه وسلم.كان ابن عمر رضي الله عنهما له غلمان فكــان إذا رأى من أحد غلمانه التفــافاً على الصلاة وانصرافا إليهــا اعتقـه حتى لا يحول بينه و بين العبادة ، فكان باقي الغلمـان يأتون يصلون أمــامه وقريباً منه أمـــلا في أن يعتقهـــم رضي الله عنه وأرضاه فكان يعتقهم فجــاءه بعض خواص أهـله وقالـوا له : " يا ابن عمر إنهــم يخدعونــك إنهــم يصلـون لا لله ولكن لتعتقهــم ". فقال رضي الله عنه وأرضاه : " من خدعنا بالله انخدعنا له ".
فإجلاله من الله جل و علا يجعلـه يقبل خدعة هـؤلاء الغلمان لأن هـؤلاء الغلمان جعــلوا من تعظيــم ابن عمر لله تبارك وتعالى وسيلة لنيــل مآربهــم. وتــلك منزلـــة عالية أين نحن منهـا ؟
فالطريق الثاني اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم فإن القلوب اللينـة التي فطــرت على الطاعة لا يمكن أن تكـون أعظــم رقـة وأقــوم سبيـــلا من قلب محمد صلى الله عليه وسلم ولن تنال القلوب تلك المنزلة إلا باتباعها سنته صلى الله عليه وسلم وعكوفها حول شريعته عليه الصلاة والسلام. وقد يرى الإنســان بعض السنن شيئــا يســـيرا فلا يريد أن يصنعهــا ظنــا منه أنه يرقـــى إلى الأعلى وليس الأعلى ما يوافــق هـــواك وإنمـا الأعلى حقيقة ما وافق هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
ربمـا يجد المسافر أحيانا حرجــا أن يقصــر الصلاة قي السفر طمعــا في الكمـال أن يصليهــا أربعـا ولو علم أنه صلى الله عليه وسلم ما أتــم الصلاة في سفر قـط أبـدا عليه الصلاة والسلام.
فالسنة و الخــير و الهدى و السهولة و اللين في اتباع هديـه صلى الله عليه وسلم. فإذا أجلّ العبد ربـــه تبارك وتعالى واتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وغـــذى قلبـــه بالذكـر وتأمــله بالفكــر وألهمــه الله عز وجل اليقــين وحسن الطاعة وجعــل قلبه منزلــة لمحبة الله ومعرفته وتلك أعظم المنازل وأعلى المراتب بلا شك.جعلنـــا الله وإياكـــم من أهلهـــا الشيخ الدكتور صالح المغامسي
" إِذَا جلَسَت فِي الْظَّلام بَيْن يَدَي الْعَلَّام ، فاْسَتعمَل أَخْلَاق الْأَطْفَال،
فالْطِّفْل إِذَا طَلَب شَيئاً وَلَم يُعْطَه ، بَكَى حَتَّى أَخَذَه "
( ابن الجَوْزِي رحمه الله )
أطيب تحية وسلام
عرش الله جل وعلا تحمله الملائكة وهو أعلى الموجودات وأعظمها قدرا وأطهرها ذاتاً ، ولذلك صلح أن يستوي الله عز وجل عليه استواء يليــــق بجلاله وعظمته ، مع يقيننــا أن الله مستغنٍ عن العرش وعن غير العرش لكنه قال سبحانه وهـو أصدق القائلـين : (( الْرَّحْمَــنُ عَلَى الْعَــرْشِ اْسْتَــوَى )) .
وأخبر سبحانه أن هذا العرش العظـيم هو ربـه جل وعلا فقال سبحانه : (( قُلْ مَنْ رَبُّ الْسَّمَـوَاتِ الْسَبْـعِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِــيم )) وقال جل ذكره : (( الله لاَ إِلَـهَ إلا هُـو رَبُّ الْعَــرْشِ الْعَظِــيم )) وقال سبحانه : (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 0 ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيــد )).
يحمـله ثمانية من الملائكــة. وإما أن يكونوا ثمانية صفوف منهم.
قال فريق من العلماء : " إن أربعة من أولئك الملائكة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمد بعـد علمـك. وأربعـة يقولون سبحانك اللهــم وبحمـدك لك الحمـد على عفـوك بعــد قدرتك ".الرابط بين العرش والقلوب :
قال ابن القيم رحمه الله : " إن العرش لما طهُر صلُح لأن يستوي الله جل وعلا عليه وخلق الله القلوب فالقلب إذا طهُر صلــح أن يملأ بمحبـة الله جل وعلا ومعرفتـه وإرادتـه. وأقرب القلوب من العرش ومن الله جل وعلا أكملها طهــارة و أعظمهــا نقـاء ، وأبعـد القلوب عن الله تعالى القلوب القاسية (( فَوَيْلٌ لِلقَاسِيَة قُلُوبُهــم مِنْ ذِكـْــر الله)) ".
والقلب القاسي :
قال العلماء : " إنه ما من شيء يعذب به العبد أعظم من أن يجعل الله تبارك وتعالى قلبه قاسيا ".
وقالوا :
" إنه إذا هبّ نسيم الشوق إلى الله جل و علا أذهب ما في القلوب من التعلق بالدنيـا وزخرفهـا ".
وهذه القلوب التي جعلهــا الله آنيـة أخبر صلى الله عليه وسلم أن لله آنية من أهل الأرض وآنيـة الله من أهل الأرض قلوب عباده الصالحـين التي ملأهـا من محبتـه وطاعته ومعرفته جل و علا. وحتى يكون الأمــر أوضح : فإن الفؤاد هـو عمق الدائرة النفسية كما يقول علمــاء النفس وهــذا لـه شاهــد من القرآن فإنه ينبغي عليك أن تتذكــر كل آنٍ و حين أن الله جل و علا خلق النـار ليذيــب بهــا القــلوب القاسيــة قال سبحانه : (( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ 0 نَارُ اللهِ الْمُوقَــدَةُ 0 الْتِي تَطَّـلِعُ عَلى الأَفْئـِدةِ 0 إِنـَّهـا عَلَيهِــمْ مُؤْصَـدَة 0 فَي عَمَــدٍ مُـمَدَّدَة )). كيـــف يعرف الإنسـان أن قلبه لين ؟
يعــــرفه بطريقــــين :
الأمـر الأول : إجلال العبد لله جل وعلا.
الأمر الثاني : متابعة سنة محمد صلى الله عليه وسلم.كان ابن عمر رضي الله عنهما له غلمان فكــان إذا رأى من أحد غلمانه التفــافاً على الصلاة وانصرافا إليهــا اعتقـه حتى لا يحول بينه و بين العبادة ، فكان باقي الغلمـان يأتون يصلون أمــامه وقريباً منه أمـــلا في أن يعتقهـــم رضي الله عنه وأرضاه فكان يعتقهم فجــاءه بعض خواص أهـله وقالـوا له : " يا ابن عمر إنهــم يخدعونــك إنهــم يصلـون لا لله ولكن لتعتقهــم ". فقال رضي الله عنه وأرضاه : " من خدعنا بالله انخدعنا له ".
فإجلاله من الله جل و علا يجعلـه يقبل خدعة هـؤلاء الغلمان لأن هـؤلاء الغلمان جعــلوا من تعظيــم ابن عمر لله تبارك وتعالى وسيلة لنيــل مآربهــم. وتــلك منزلـــة عالية أين نحن منهـا ؟
فالطريق الثاني اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم فإن القلوب اللينـة التي فطــرت على الطاعة لا يمكن أن تكـون أعظــم رقـة وأقــوم سبيـــلا من قلب محمد صلى الله عليه وسلم ولن تنال القلوب تلك المنزلة إلا باتباعها سنته صلى الله عليه وسلم وعكوفها حول شريعته عليه الصلاة والسلام. وقد يرى الإنســان بعض السنن شيئــا يســـيرا فلا يريد أن يصنعهــا ظنــا منه أنه يرقـــى إلى الأعلى وليس الأعلى ما يوافــق هـــواك وإنمـا الأعلى حقيقة ما وافق هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
ربمـا يجد المسافر أحيانا حرجــا أن يقصــر الصلاة قي السفر طمعــا في الكمـال أن يصليهــا أربعـا ولو علم أنه صلى الله عليه وسلم ما أتــم الصلاة في سفر قـط أبـدا عليه الصلاة والسلام.
فالسنة و الخــير و الهدى و السهولة و اللين في اتباع هديـه صلى الله عليه وسلم. فإذا أجلّ العبد ربـــه تبارك وتعالى واتبع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وغـــذى قلبـــه بالذكـر وتأمــله بالفكــر وألهمــه الله عز وجل اليقــين وحسن الطاعة وجعــل قلبه منزلــة لمحبة الله ومعرفته وتلك أعظم المنازل وأعلى المراتب بلا شك.جعلنـــا الله وإياكـــم من أهلهـــا الشيخ الدكتور صالح المغامسي
" إِذَا جلَسَت فِي الْظَّلام بَيْن يَدَي الْعَلَّام ، فاْسَتعمَل أَخْلَاق الْأَطْفَال،
فالْطِّفْل إِذَا طَلَب شَيئاً وَلَم يُعْطَه ، بَكَى حَتَّى أَخَذَه "
( ابن الجَوْزِي رحمه الله )
أطيب تحية وسلام
المهند_سيف لأجل الحق- مشرف عام
- عدد المساهمات : 521
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
العمر : 35
رد: (( العـرش والقــــلوب ))
ماشاءالله سلمت يداك وجزيت خيرا
malak- مشرف عام2
- عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 24/09/2011
رد: (( العـرش والقــــلوب ))
وأياكي يارب
المهند_سيف لأجل الحق- مشرف عام
- عدد المساهمات : 521
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
العمر : 35
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى